وهذا الفعل لم ينقص به فاعله عن رتبة العلم ، فقد وقع ذلك في | مصنفات الكبار مثل ' موطأ الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه ' ، فإن | فيه البلاغ والمرسل ، ومثل ' تصانيف الإمام الشافعي رضي الله عنه ' | فيها الضعيف ، ومثل ' مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ' | - وغيره من كتبه - الذي هو من أجل الكتب الحديثية وأعظمها فيه | الضعيف بل والواهي ، وكذلك ' مصنف شيخه عبد الرزاق ' ، و ' مصنف | ابن أبي شيبة ' ، و ' مسند الطيالسي ' ، و ' مسند الدارمي ' ، و ' مسند | | أبي يعلى ' ، و ' مسند البزار ' ، و ' معاجم الطبراني ' ، و ' كتب | الدارقطني ' ؛ وأبي نعيم ك : ' الحلية ' ، و ' كتب ابن منده ' ، و ' كتب | الخطيب ' ، وغيرهم من الأئمة أصحاب الكتب المشهورة التي هي | مصنفة في هذا الفن الحديثي .
وأما كتب الفقه على كثرتها من سائر المذاهب وأصحابها أئمة | فهي مشحونة بمثل ذلك ، فلا نقص يلحق الشيخ موفق الدين ومن تبعه ، | لكن كان الأكمل لهم التنبيه على مثل ذلك كما فعل أستاذ المتأخرين | الشيخ محيي الدين النووي رضي الله عنه وأرضاه ، وجزاه عن دين | الإسلام أفضل الجزاء ، وقد تابعه جماعة من المتأخرين بعده على ذلك | رضي الله عنهم ، ولكل امرئ ما نوى .
فإن استند قائل ذلك إلى ما أشار إليه : ' إن سين بلال عند الله | شين ' ، فهو استناد إلى غير مستند ، فإن هذا كلام يتناقله الجهال بعلم | الحديث على ألسنتهم ، ويزعموه حديثا وينسبوه إلى النبي [ & ] ، وليس | هو بحديث ، فقد تتبعته في غالب كتب الحديث والأجزاء والمرويات | والتواريخ فما رأيته ، ولا علمت أحد صرح بإسناده حتى ولا في الكتب | الواهيات والموضوعات .
وقد صدق الشيخ العلامة الحافظ القدوة المتقن المحقق عماد | الدين ابن كثير في قوله : ' ليس له أصل ولا يصح ' ؛ فمن زعم أن له | أصلا بإسناد ينقل أو في كتاب معتمد فليظهره لنا لنبين له فيه الفساد ، | ونرشده إلى المراد ، ومن يضلل الله فما له من هاد . |
Страница 28