وسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه كان فصيحا بليغا حسن | الصوت ، انتخبه سيدنا رسول الله [ & ] من بين جماعة من الصحابة لهذه | الرتبة السنية ، وقال لعبد الله بن زيد صاحب الرؤيا : ' ألق عليه الأذان | فإنه أندى صوتا منك ' ، ولم ينقل إلينا عن أحد من الصحابة ممن | | سمعه يؤذن تلك المدد المتطاولة في زمن النبي [ & ] ولا بعده أنه حكى | عنه هذه اللثغة المشار إليها ، ولو كانت فيه لتوفرت الدواعي على نقلها | فإن مثلها لا يسكت عنه .
ولم يكن رسول الله [ & ] الصادق الأمين المبين الحلال والحرام | يقره على ذلك ولا يرتضي أن يجهر بهذا الشعار الذي امتاز به أهل | الإسلام على كيفية ناقصة ، وخصوصا مع وجود أعداء الدين من مشركي | العرب وكفار قريش واليهود والنصارى ونحوهم من المنافقين وأهل | الضلال ، ولو سمع أحد منهم هذه اللفظة المشار إليها لعابوها وتناقلوها | في مجالسهم ، فإنهم كانوا في غاية الاجتهاد على تحصيل ناقصة يثملون | بها كمال هذا الدين القويم ، وينتقصون بها أحد المسلمين وخصوصا | مثل سيدنا بلال الذي لم يفعل ذلك إلا بأمر رسول الله [ & ] ، ويعلن | بذلك جهرة على الأمكنة العالية ليظهر به شعار المسلمين ويغيظ به | الكافرين ، وأعظم ذلك أذانه على ظهر الكعبة في أشرف الأيام وأفخرها | واجتماع الخلائق من كل فريق ، معاذ الله أن ترتضى هذه الناقصة | لسيدنا بلال ، فإنها ليست مخصوصة به بل متعلقة بدين الإسلام ، فمن | اعتقدها أثم إثما عظيما .
Страница 26