وأن أتباع الرسل إنما يخبرون عن حجج الرسل، ويدعون إليها الناس، ويحتجون عليهم بها. وأن فيما احتج الله به أن جعل كتابه عربيا مبينا بلغة العرب وكلامهم، وجعله مع ذلك لا يشبه الشعر ولا الرسائل ولا الخطب ولا السجع، ولكنه أبانه من ذلك كله، فلا يطيق أحد أن يأتي بمثله.
وأن الله قد أقام سنة نبيئه فيما لم يبينه في الكتاب مفسرا مشروحا، من عدد الصلاة وأوقاتها وحدودها، وتفسير الحج والعمرة، وأن ذلك لا يكون إلا إلى الكعبة، وأنه جعل الزكاة في الأموال تؤخذ من الأغنياء وتوضع للفقراء.
وأنه لا يحل مال أحد من أهل الصلاة إلا بطيب من نفسه، أو بالميراث، أو بفرض يلزمه، أو بحق يجب عليه، وإن فجروا فقتلوا بالحدود، مالم يخرجوا من الملة وحرم منهم الدماء وجميع الحرمات، إلا ما أحل الله من إقامة الحدود على من أصابها ممن أقر على نفسه في صحة من عقله، أوقامت عليه بذلك بينة على ما بينه الله في كتابه وسنة رسوله عليه وعلى آله السلام.
وأن القصاص سواء بين أهل الملة جميعا فيما بين شريفهم ووضيعهم، وأبرارهم وفجارهم، مالم يخرجوا من الملة.
وأن الله أوجب عليهم الامتناع من الظلم إذا قدروا، ومعونة المظلومين إذا استطاعوا، ولا يتعدوا في ذلك ولا في غيره حد الله.
وأن الصيام في شهر معلوم، شهر رمضان، سوى ما يجب لله من كفارة اليمين والظهار، وقتل الخطأ وفي التمتع بالعمرة إلى الحج إذا لم يجد الهدي، وفيمن أوجب على نفسه نذرا، وفيما أوجب على المسافر والحائض من قضاء ما فاتهم من شهر رمضان، وكذلك المريض ثم يبرأ، وفيما يتقون ويأتون من الطعام والشراب والنكاح، ومن الغسل من الجنابة.
وأن من الكتاب ناسخا ومنسوخا نحو أمر القبلتين، وإمساك النساء الفواجر في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا.
Страница 251