ولكن الآلهة عادلة أيها الصديق.
ث :
هكذا نفرض.
س :
فحليف البطل والتعدي عدو الآلهة، أما العادل فصديقها.
ث :
علل النفس بالحجج، فإني لن أضادك لئلا أكون خصما لجماعة «الآلهة».
س :
فلنكمل التعلل، فأجبني كما فعلت آنفا. إن العادلين أوفر حكمة وفضلا، أو أوفر قوة على العمل متساندين، أما المتعدون فيتعذر عليهم السير معا، وما أوردناه من أن الأشرار يعملون متعاونين هو غير واقع، فإنه لو بلغ الظلم في نفوسهم حده الأقصى لاستحال عليهم الاتفاق، أو أن يسلم أحد منهم من شر الآخر، فواضح أن في نفوسهم بقية من العدالة تؤذن بالتئامهم، وتهيب بهم عن إيقاع كل بأخيه وبفئته، وبهذه البقية الباقية من العدالة يتلاءمون. أما الذين تفاقم شرهم وفقدوا العدالة والإنصاف كل الفقد، فيستحيل عليهم التعاون والاتفاق. هذا هو الواقع على ما أعلم. ولننظر الآن في: هل يحيا العادلون حياة أفضل من حياة المتعدين وأسعد؟ وقد سبق القول إننا سننظر في الأمر، فقد حان وقت النظر؛ أما أنا فأرى أنهم يحيون حياة أفضل، ومع ذلك يجب أن ندقق البحث في هذه النقطة؛ لأننا لسنا نعالج مسألة ثانوية، بل ما يتعلق بكيفية قضاء المرء حياته.
ث :
Неизвестная страница