أما الأستاذ حمدي فيترجمها هكذا:
لو كنت دعابا مجانا، أو حلافا مهينا، أبذل محبتي
لكل من يدعي صداقتي، وأخدع الناس بالرياء والدهان،
حتى إذا حصلت على مودتهم، وتبينت صدق طويتهم،
صدفت عنهم أغتابهم وأنم بهم، لكنت خليقا بمجانبة
الأصدقاء، وقطيعة الأوفياء، أو إذا كنت تعهد
في التطفل وامتهان النفس وابتذال السيرة، فقاطعني
واعتبرني شر الأشرار، وخطرا من الأخطار.
فالواضح أن الإضافات التي يحشو بها محمد حمدي نص شيكسبير تضعف من حدة الحجة التي يقدمها كاشياس لأنها تجعل الحوار أقرب إلى «الإنشاء» منه إلى الترجمة الدقيقة. وبعضها لا دافع له سوى السجع أو الجرس الموسيقي، بل إنه يخرج عن المعنى الذي يرمي إليه المتحدث كما يتضح من المقارنة بين الترجمة والأصل؛ فليس في الأصل معنى «الحصول على المودة (وتبين صدق الطوية!)»، وليس في النص «قطيعة الأوفياء»، وليس فيه «التطفل» و«امتهان النفس» و«ابتذال السيرة، بل ليس فيه «شر الأشرار» المضافة للعبارة الأخيرة.
والواقع أن محمد حمدي يلجأ كثيرا إلى شرح نص شيكسبير بدلا من ترجمته، فهو يضيف عبارات هنا وهناك لإيضاح المعنى وفقا لمفهومه، فمثلا يترجم العبارة:
Неизвестная страница