ومن هذه الأفانين «الآبدة»، أو العبارة الشاردة، والفرق بينها وبين الملاحظات السابقة أنها أقرب إلى المثل السائر الذي يسهل تعميمه ولا يخص أحدا بعينه. وأما الملاحظات السابقة فأكثرها يقال عن الأشخاص أفرادا بغير تعميم، ويدور على شئونهم ولا يدور على المواقف والأطوار.
ومن أمثلة النكتة الآبدة أو العبارة الشاردة أن «الأخلاق طلاء تمسحه الخمر»، وأن «السن تخون أصحابها»؛ لأنها تدل على السنين، وأن «الحكيم حين تقنعه حكمته بأن يتزوج يصبح الأحمق زوجا وله أبناء»، وأن «لابس النظارة منظره بغيرها أحسن ونظره بغيرها أقبح»، وأن الأمريكيين أحرار لأنهم «يأخذون» حريات كثيرة!
ومنها اللغز، وعماده على المغالطة، أو على جمع المتشابهات التي تختلف في الحقيقة أبعد اختلاف.
ومثاله أن يسأل السائل: «لماذا وضعوا واشنطون على تل؟» فيجيب المجيب: «لأنه مات».
أو يسأل السائل: «ما ذلك الشيء الذي يصنعه الرجل واقفا وتصنعه المرأة جالسة ويصنعه الكلب على ثلاث؟»
والجواب: «المصافحة أو تحية السلام عند اللقاء».
ومن أفانين الفكاهة الجناس اللفظي، وهو يشبه اللغز في السؤال والتورية.
يسأل السائل: «ما وجه الشبه بين الفلاسفة والمرايا؟»
والجواب: «التأمل والنظر!»
أو يسأل السائل: «ما وجه الشبه بين الكتاب والشجرة؟»
Неизвестная страница