وتهزأ سيدة من زميلتها المؤلفة فتسألها: «من الذي ألف لك كتابك الأخير؟ إنه بديع!»
وجواب المؤلفة من جنس السؤال: «سرني والله أنه أعجبك، من الذي قرأه لك؟» •••
وتعد «المقالب» من بواعث الضحك، وهي الأكذوبة التي توقع السامع في بعض الغرم أو بعض التعب، دون أن يصحبها ضرر أليم، والمبالغة فيها كاختلاق أخبار النعي، والاعتدال فيها كالدعوة إلى وليمة، ولا وليمة! أو تقديم الحلوى وفيها دواء ... غير مطلوب.
ومن الفكاهة إتباع الحكمة بحكمة أخرى توافق مقدماتها ولا تخطر في الحسبان، ومن أمثلتها أن الألفة في الحب تولد الاحتقار ... والأطفال، وأن الفتاة التي تشبه الكتاب المقروء توضع مثله على الرف، وأن تفاحة في اليوم تبعد عنك الطبيب، ولكن بصلة في اليوم مفعولها أكيد ... تبعد عنك كل إنسان، وأن اثنين لازمان للشجار، ولازمان أيضا للزواج، وأن المال ينطق ... والمال يخرس!
والسخرية إحدى هذه الألوان، ومن السخرية أن يقول القائل جادا كأنه يعني ما يقول: «ما بال فلان ينتقم مني كل هذا الانتقام؟! إنني لم أحسن إليه كل هذا الإحسان؟!»
وذهب فتى إلى شباك البريد، فوجد الموظفتين في شاغل عنه بحديث طويل عن زي فستان السهرة الذي كانت تلبسه إحداهما، فتأنق الفتى في الوصف والرجاء، وطلب إلى إحداهما أن تتفضل بإعطائه طابعا قرمزي الوسط وردي الحافة منقوش الأطراف والجوانب، ومشغولا كله، ولا يساوي مع هذا أكثر من ثلاثة مليمات!
والمحاكاة باب من أبواب السخرية، تتشابه الأمثلة عليها، ويدخل فيها التهكم والمجاراة.
خلا أحد المدعوين بإحدى المدعوات في سهرة الرقص فقبلها، واستجابت لقبلته لحظة غير قصيرة، ثم قالت له بعد أن افترقت شفتاها وشفتاه: «أتعلم أنها أول قبلة رضيت بها في حياتي؟» فقال الفتى كأنه يجاريها: «نعم، لأنك على ما يظهر ورثت الشيء الكثير بغير تعليم.»
وتحدث بعض الجلساء في دعوة عامة عن الثروة ووسائل جمعها، كأنه يوهم السامعين أنه من أصحابها، فأثنت إحدى الجالسات على سرعة فهمه؛ لأنه يعرف الكثير عن المكاسب مع قلة ما يكسب! •••
والنصائح المطردة، مع القياس الظاهر، مع استحالتها بعد التأمل اليسير، أحد هذه الأقسام التي اصطلحوا على تقسيمها في الصحافة الفكاهية، ومن قبيلها هذه النصائح:
Неизвестная страница