Общие основы политической географии и геополитики: прикладное исследование Ближнего Востока

Мухаммед Рияд d. 1450 AH
193

Общие основы политической географии и геополитики: прикладное исследование Ближнего Востока

الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط

Жанры

منذ أوائل التاريخ القديم كان الشرق الأوسط مكانا لنشأة سلطة أو عدة سلطات سياسية مركزية قومية، تحتكر وتستقطب الطرق البرية والبحرية التجارية التي تنصب إليها من أجزاء العالم المعروف في آسيا وأفريقيا وأوروبا ، وبذلك كان الشرق الأوسط البؤرة التي تجتذب التجارة العالمية بمواصفاتها في تلك الفترة المتقدمة، وكانت السلطات القومية تقوم بتوسيع سلطانها في اتجاه طرق التجارة هذه، فكانت مصر الفرعونية تستأثر باحتكار الطرق البرية في داخلية أفريقيا، والطريق الملاحي في البحر الأحمر وجزء من المحيط الهندي، وفي الوقت نفسه كانت أساطيل التجارة المصرية والكريتية والفينيقية والإغريقية تتشارك - متزامنة وغير متزامنة - في تجارات البحر المتوسط بين أعمدة هرقل - جبل طارق - وبحر آزوف والبحر الأسود، وكان هدف التجارة وسوقها الأكبر مصر ودول المدينة المختلفة النشأة والتاريخ على طول ساحل فينيقيا وبحر إيجه والأناضول.

وكانت بابل وآشور من أوائل الإمبراطوريات التي احتكرت التجارة البرية الآسيوية، من الخليج حتى ساحل البحر المتوسط الشرقي، ومن ثم كان استيلاؤهما في فترات زمنية مختلفة، على مدن فينيقيا التجارية، وتدمير احتكار هذه المدن للتجارة البحرية والبرية في ساحل الليفانت. وجاءت بعدهما الإمبراطورية الفارسية لتمتد على سطح أرضي واسع، كاد أن يحتل كل منطقة الشرق الأوسط، وكانت هذه هي الإمبراطورية الأولى التي سعت للسيطرة على كل عالم العبور من اليونان إلى أفغانستان، ومن مصر إلى اليمن، ولكن نمو العالم عمرانيا وحضاريا أدى إلى نشأة نواة سياسية أخرى في قلب عالم البحر المتوسط: روما، وسرعان ما تقاسم النفوذان الفارسي والروماني عالم الشرق الأوسط، فسيطرت فارس على الجانب الآسيوي وطرق التجارة البرية، بينما سيطرت روما على التجارة البحرية من مصر وساحل شرق البحر المتوسط إلى شمال أفريقيا وغرب أوروبا.

ومنذ نشأة روما وامتدادها في غرب العالم المعروف، زادت العلاقات التجارية عبر اليابس الأورو آسيوي: من الصين برا إلى الشرق الأوسط وأوروبا من المحيط الهندي بحرا إلى مصر والبحر المتوسط، وبذلك لم تعد التجارة العالمية منصبة على المراكز الحضارية والسياسية في الشرق الأوسط فقط، بل أخذت اتجاهات عالمية إلى أوروبا الغربية، وربما كان هذا نوعا من التحول الكيفي في الشرق الأوسط، فلم يعد وحده مركز العالم، إليه تنصب الطرق العالمية المعروفة، بل بدأت أوروبا تشاركه في ذلك، ومصداقا لذلك ظهر القول المأثور: كل الطرق تؤدي إلى روما، وبذلك بدأت صفة عالم العبور تسيطر على وظيفة الشرق الأوسط بوضوح لفترة امتدت عدة قرون.

وحينما أصبحت الإمبراطورية الإسلامية أكبر إمبراطوريات العالم في العصور الوسطى والقديمة، عاد الشرق الأوسط يستقطب طرق العالم القديم وتجارته، وكان ذلك على نطاق غير معروف من قبل، وقامت بغداد، ثم القاهرة، بالدور الذي قامت به - بعد بضعة قرون - إسبانيا والبرتغال وإنجلترا وهولندا، ففي بغداد والقاهرة كانت تنصب تجارة العالم من الصين وإندونيسيا والهند وشرق أفريقيا بواسطة البحر، وإليهما كانت تأتي التجارة برا من الصين الشمالية ووسط آسيا وسهوب روسيا، وتجارة أفريقيا الداخلية، وبالبحر كانت تتم مبادلات تجارية بين إمارات أوروبا وممالكها وبين العالم الإسلامي، وللتدليل على قيمة التجارة العالمية التي كانت تتجه وتسوق في العالم الإسلامي في الشرق الأوسط، يكفي أن نعرف أن أمجاد وحضارة البندقية وجنوا قامت على جزء يسير من تجارة الدولة الإسلامية، هو ذلك الذي يعبر الشرق الأوسط، أو ينبع منه، ويتجه إلى الأسواق الأوروبية بواسطة أساطيل البندقية وجنوا. (1-2) المرحلة الثانية

تبدأ هذه المرحلة من الركود في أواخر القرن الخامس عشر، وقد تحالفت عدة أحداث متقاربة الوقوع على تدهور أوضاع الشرق الأوسط كان أهمها - في إيجاز - ما يلي:

أولا:

اكتشاف الطريق البحري حول أفريقيا من أوروبا إلى الهند، وتساقط القلاع العربية على طول شواطئ أفريقيا الشرقية وخليج عمان ومضيق هرمز في أيدي البرتغاليين دون رادع جدي من جانب الدولتين العثمانية والصفوية في إيران.

1

ثانيا:

بعد أن وطد العثمانيون سلطانهم في معظم الشرق الأوسط من مصر واليمن إلى العراق والخليج العربي - سقوط دولة المماليك في مصر والشام والحجاز 1517 - لم يول العثمانيون موضوع تجارة المحيط الهندي أهمية تذكر، وكان ذلك لعدة أسباب، منها: (1)

Неизвестная страница