Общие основы политической географии и геополитики: прикладное исследование Ближнего Востока
الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط
Жанры
Lines germanicus » الذي بني من نويفيد (على الضفة الشرقية لنهر الراين قرب مدينة كوبلنتز) إلى كيلهايم (على الدانوب) وفصل بذلك بافاريا والدولة الرومانية عن القبائل الجرمانية، وكذلك بنى الرومان سور «هادريان» في شمال إنجلترا (بين نيوكاسل وكارليزل) عام 22م، وكان يحتوي على 80 قلعة و320 برجا للحراسة، واستطاع أن يصد غزوات البكتس
ثلاثة قرون، وهناك أيضا الأسوار الدانمركية التي بنيت عام 808م
Danewerk . ولا شك في أن نمط الأسوار تغير في القرن العشرين، فإن خط ماجينو الذي بناه الفرنسيون على الحدود الفرنسية الألمانية، وخط سيجفريد الذي بناه الألمان في مواجهة ماجينو عبر الراين كانا تعبيرين عن تغيير تكنولوجية الحروب الثابتة أرضيا، مع استمرار فكرة السور والحائط العازل.
خريطة (19): تغيرات الحدود السياسية في البلقان 1938-1948. (1) إقليم بسارابيا (جمهورية مولدافيا السوفيتية حاليا). (2) إقليم شمال بوكوفينا، وقد ضم الاتحاد السوفيتي المنطقتين عام 1940 بعد أن كانتا ملكا لرومانيا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. (3) إقليم روتينيا: ضمته المجر إليها عام 1939 ثم ضم للاتحاد السوفيتي عام 1945. (4) نطاق ألمان السوديت: سلخته ألمانيا من تشيكوسلوفاكيا 1938، وأعيد لها بعد 1945. (5) ترانسلفانيا الشمالية: اقتطعت من رومانيا وضمت للمجر 1940 بموافقة ألمانيا، أعيدت لرومانيا 1945. (6) سلوفاكيا الجنوبية: احتلته المجر 1938 ثم أعيد إلى تشيكوسلوفاكيا عام 1945. (7) شمال يوغوسلافيا: احتلته المجر 1940 وأعيد إلى يوغوسلافيا عام 1945. (8) دبروجيا الجنوبية: ضمت إلى بلغاريا عام 1940 وإلى الآن ضمن حدود بلغاريا. (9) ترافيا الغربية: ضمتها بلغاريا 1940 ثم أعيدت إلى اليونان 1945. (10) إلى (15) تقطيع أوصال يوغوسلافيا خلال الاحتلال النازي، الإقليم الجنوبي قسم بين بلغاريا (10) وألبانيا (11) وإيطاليا (15)، وأنشئت ثلاث دول اسمية خاضعة للحكم الألماني هي: (13) دولة الجبل الأسود، (14) دولة كرواتيا، (12) دولة الصرب. (16) إقليم جوليان: ضم إلى يوغوسلافيا بعد اقتطاعه من إيطاليا عام 1947. الحدود السياسية الحالية نقلا عن
L. M. Alexander
1963 ص89.
وبرغم ضخامة هذه الأسوار ومتانة قلاعها، أو الخطوط العسكرية الحديثة وما تقتضيه من شتى أشكال الأبنية والدشم والتحصينات والخنادق المتوغلة في عمق الأرض، برغم كل ذلك فإن مهمة أسوار التجميد هذه لا تخدم إلا فترة زمنية محدودة، وسرعان ما تنهار أمام الحركة البشرية التي تصر دائما على اقتحام العقبات التي تقف أمام خطوط الحركة الحرة بالمعنى المادي (غزو أو هجرة أو ارتباط اقتصادي اجتماعي)، وبالمعنى المعنوي (أيديولوجيات وأفكار وأنظمة حكم وغير ذلك) فقد غزا المغول الصين وحكموها برغم السور العظيم، واجتاحت القبائل الجرمانية أسوار الرومان والعوائق الطبيعية (الألب ونهر الراين )، وأنهوا حكم أكبر إمبراطورية قديمة من إمبراطوريات البحر المتوسط، وهزم الألمان فرنسا برغم خط ماجينو، وهزم الحلفاء ألمانيا برغم تحصينات سيجفريد، وفي كل مرة تنتهي موجة الغزو بإحداث تغييرات عميقة في الدولة المغلوبة على أمرها، وأحدث أشكال التغيرات العميقة هو ظهور توحد أفكار أوروبا الغربية في شتى المجالات بعد أن مزقتها الحروب المدمرة وفرقتها حدود سياسية قومية جامدة (1870، 1914، 1939). (4) الحدود السياسية في التطبيق
مهما كانت الأدلة التي تستند إليها الأفكار المحبذة للحدود في أن تخطط بالارتباط بالظاهرات الطبيعية أو البشرية، وأيا كان منطقها النابع من شواهد وأمثلة، إلا أن كل حد سياسي هو حد جيد أو فاشل بالنظر إلى الظروف والأوضاع الجغرافية والسياسية القائمة، وبهذا يمكن أن يتحول الحد المعين من الجودة والهدوء إلى الفشل نتيجة الضغوط البشرية المختلفة، ويؤدي ذلك بنا إلى الاعتراف بأنه لا توجد قاعدة واحدة سليمة يمكن تطبيقها في حالتين مختلفتين مكانا أو زمانا، ناهيك بانطباق قاعدة أو عدة قواعد على كافة الحدود السياسية، وإذن التعميم أمر خاطئ يتولد عنه الكثير من الأخطاء في علاقات الدول والجيران، ولكن مع ذلك يمكننا أن نرى - حتى الآن - عاملا واحدا يمكن تعميمه على تخطيط الحدود، ذلك العامل العام هو فرض الحد السياسي بالقوة المباشرة أو تحت ضغط القوة في غالبية الأحوال، ويمكن أن نضيف إلى ذلك عنصر التحكيم الدولي في أحيان أخرى، فقد اتسعت حدود الولايات المتحدة على حساب المكسيك بحكم القوة، وانكمشت حدود الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الأولى بتأثير القوة، واتسعت هذه الحدود مرة أخرى بعد الحرب العالمية الثانية وفوز الحلفاء والسوفيت، وانكمشت حدود ألمانيا مرتين بعد الحربين العالميتين أيضا بحكم القوة وفرض الأمر الواقع.
ويستوي الأمر في اتخاذ حدود تسير مع الظاهرات الطبيعية أو البشرية مع وجود عامل القوة والأمر الواقع كعنصر مؤثر في المواقف السياسية، وبعبارة أخرى فإن الحدود المسماة طبيعية أو إتنولوجية قد أثبتت المرة تلو الأخرى أنها حدود فاشلة طالما أن هناك عوامل أخرى - استراتيجية أو اقتصادية أو توسعية - تلعب دورا ظاهرا، أو يظل دورها كامنا إلى أن تأتيه الفرصة ليتحرك على سطح الأحداث لتتغير الحدود.
وهناك أمثلة عديدة نذكر منها حالة رومانيا، فبعد نهاية الحرب العالمية الأولى رأت لجان تخطيط الحدود في البلقان، والمعاهدات الدولية التي أقرت دول البلقان الجديدة، أن تتبع الظاهرات الطبيعية لتخطيط حدود رومانيا الجديدة، في الجانب البلغاري واليوجسلافي، اتخذ مسار الدانوب حدودا لرومانيا مع مد خط الحدود إلى البحر الأسود في اتجاه مشابه لمسار الدانوب، وبذلك اقتطع الحد السياسي الجديد البلغار في إقليم دبروجا وأدخلهم الأراضي الرومانية، وامتدت الحدود الرومانية عبر القسم الشرقي من سهل المجر فضمت بذلك إقليما كبيرا يسكنه المجريون في ترانسلفانيا وعبرت الحدود جبال الكربات لتمتد بموازاة نهر الدينستر وتقتطع بذلك إقليم بسارابيا من الاتحاد السوفيتي، وفي عام 1940 أحدث الألمان تغيرات جوهرية في حدود رومانيا، فضموا دبروجا الجنوبية لبلغاريا، وجزءا كبيرا من ترانسلفانيا للمجر، وكان هذا التعديل قائما على محاولة تخطيط حدود إتنولوجية، وفيما بعد الحرب الثانية ظلت دبروجا ملكا لبلغاريا وأعيدت ترانسلفانيا إلى رومانيا واقتطع منها إقليم بسارابيا الذي أعيد إلى الاتحاد السوفيتي (يكون الآن جمهورية مولدافيا السوفيتية)، وكذلك ضم شمال إقليم بوكوفينا إلى الاتحاد السوفيتي، ومعنى ذلك أن أسسا طبيعية (الأنهار) وإتنولوجية (حدود لغوية وحضارية بين السلاف والرومان) قد اتخذت في إعادة تخطيط رومانيا، ومع ذلك ظلت مشكلة المجريين الموجودين في ترانسلفانيا دون حل، بحيث يكونون الآن أقلية داخل رومانيا، وعلى هذا النسق نجد كافة التغيرات التي انتابت البلقان مرتبطة بالقوى السياسية التي تلتزم أحيانا بمظاهر طبيعية وأحيانا أخرى بمظاهر بشرية حسبما يتفق ذلك مع المصالح التي تلعب دورها وقت تخطيط الحدود، وتوضح الخريطة 19 هذه الحقائق بما لا يدع مجالا للشك.
Неизвестная страница