Философские корни конструктивизма
الجذور الفلسفية للبنائية
Жанры
هكذا قدم علم النفس الفرويدي لستروس الهدف العام لأبحاثه، ولكن أداة البحث قد أتت إليه من مصدر مختلف، هو علم اللغويات. ففي الأربعينيات من هذا القرن، حين كان ليفي ستروس في أميركا، التقى بباحث مشهور في علم اللغويات هو «جاكوبسون
Jakobson »، وتأثر إلى حد بعيد بطريقته في البحث عن بناءات لغوية تظل ثابتة مهما اختلفت اللغات المنفردة. ولما كانت اللغة تعبيرا عن النشاط الرمزي للإنسان، فلا بد أن هذه البناءات الثابتة تعبر عن مبادئ أساسية للعقل البشري، تنعكس على مجالات نشاطه الأخرى. ومن هنا جاءت فكرة المزج بين البحث في اللغويات والبحث الأنثروبولوجي، وتفسير الظواهر الاجتماعية عند البدائيين على أساس النموذج اللغوي الثابت. وهذا معناه تجاهل العامل التاريخي، وتأكيد فكرة القبلية
a-priorisme ، أي وجود صور وقوالب لا تخضع لتأثير الزمان، ولا شأن لها بعوامل التطور، وهو نفس الاتجاه الذي أكده جاكوبسون في مجال اللغويات.
إن اللغة، كما هو معروف، هي العنصر الأساسي في «التفكير»؛ لأننا لا نستطيع التفكير في أي شيء ما لم نقسم العالم المحيط بنا إلى فئات أو أصناف أو مقولات
catégories
ونعبر عن هذه الفئات برموز أو ألفاظ. ولو بحثنا في نظم القرابة العائلية مثلا
La parenté
لوجدنا أن سلوك الإنسان في مجال القرابة يتوقف إلى حد بعيد على تعبيراته في الحديث عن علاقات القرابة؛ فالمرء يدرك علاقة «أبناء العم أو الخال» عن وعي إذا وجد في اللغة لفظا يعبر عن ابن العم أو الخال. وعند مستوى معين تتيح اللغة للإنسان أن يتصل بغيره ويكون علاقات اجتماعية، بحيث يصبح من الممكن المقارنة بين نظم القرابة عند البدائيين، التي يتم فيها تبادل النساء، ونظم اللغة التي يتم فيها تبادل الألفاظ، ونستطيع عندئذ أن ننظر إلى قواعد الزواج ونظم القرابة على أنها نوع من اللغة، أي مجموعة من العمليات التي تستهدف تحقيق نوع معين من الاتصال
communication
بين الأفراد والجماعات.
Неизвестная страница