Геноцид: земля, раса и история
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Жанры
خرج بعض الدم من صدر أرتين وبان على ثيابه فبقي غريغور مشدوها. - من فعل بك هكذا؟ هيا تكلم بسرعة! - سأخبركما بكل شيء، لكن قبل ذلك ماذا حصل للوالي، هل قتل في ذلك اليوم؟ - لا لم يقتل، لكنه أصيب إصابة خطيرة، والآن هو طريح الفراش.
ضرب أرتين كفا بكف، وقال متحسرا: إذن المهمة فشلت. - لكن توقف، من هذا الذي جاء وطمأننا عنك ثم رحل سريعا؟
أخبرهما أرتين بالذي حدث معه منذ لحظة الهجوم على موكب الوالي ولحين عودته إلى وان، وكانت عيناهما مفتوحتين طوال سماعهما القصة من أرتين، وعندما أكمل الحديث بقيا كذلك. - ما بكما اصح يا بانوس، أنت العقل المدبر عندنا، كيف يصيبك العجب هكذا؟!
حرك بانوس رأسه وكأنه لا يصدق الأمر. - قد فعلوا بك كل هذا من أجل فقط أن يتأكدوا منك!
طبطب غريغور على كتف بانوس: تعلم كيف يفكر الناس، تعلم يا مفكر مجموعتنا.
ثم ابتسم ابتسامة استهزاء وقال: لو عشت ألف سنة فلا تستطيع أن تفكر ربع هذا التفكير. - دعاكم من هذا وأخبراني ماذا حصل بعد الحادثة، ماذا كانت ردة فعل الحكومة؟ - بعد الحادثة مباشرة أعلن منع التجوال في المدينة كلها، وتم تفتيش دكاكين السوق بالكامل، واعتقلوا بعض أصحاب الدكاكين في الزقاق الذي حصل فيه الهجوم، وفي اليوم التالي فتح منع التجوال وزيدت الدوريات في السوق، وبالتأكيد رأيت التشديد على مدخل المدينة. - نعم، رأيت ذلك. - لكن بعدها بيوم واحد كنا في طريقنا إلى الطاحونة التي نعمل فيها أنا وغريغور، رأينا على الطريق قصاصات ورق منثورة على الأزقة، حملت واحدة منها، كان مكتوبا فيها «تبني الثوار لعملية الاغتيال»، وفي أسفل الورقة ختم حزب الاتحاد الثوري الأرمني .. وفي نفس اليوم قامت دوريات من الحكومة بأعمال انتقامية ضد الأرمن؛ فقد شنقوا ثلاثة من السجناء المتهمين بتعاونهم مع الثوار وسط السوق وأبقوهم على المشانق ثلاثة أيام ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وبعدها تم تسليم جثثهم إلى أهاليهم بحضور أحد القساوسة .. وأيضا قاموا بالهجوم على عدة قرى أرمنية يشتبه بتعاونهم مع الثوار واحتضانهم لبعض أعضائها فتم قتل العشرات منهم وهدموا بيوتهم وأحرقوا زرعهم واعتقلوا الباقي. - سنثأر لهم، لا تحزنوا؛ لأجلهم سنرد الصاع صاعين فقط، اصبروا. - لكن يا أرتين فلنكن منصفين، هذه الأعمال الانتقامية لم تحصل إلا بعدما ألقى الثوار المنشورات وتبنوا العملية، أنت تقول هم يفكرون بحذر وحيطة قبل القيام بأي شيء، كيف لم يفكروا أن تبنيهم للعملية سيولد أعمالا انتقامية ضد أبناء شعبنا؟ أليسوا هم من يريدون الحفاظ على أرواح الأرمن، كيف لهم أن يتسببوا في الذي حصل؟!
نظر أرتين بوجه غريغور ورآه ينظر إلى بانوس ويفكر بالكلام، كان استغراب بانوس من هذا التبني للعملية في محله، بقي أرتين صامتا يفكر في كلامه وفيما يحصل حولهم. - لا أدري، أنا متفق معك تماما أن تبني العملية كان خطأ وسببا بزهق أرواح إخوتنا، لكن لا يمكننا التأكد من شيء إلا بعد معرفتنا سياسة الحزب وأهدافه، ولعل إرسالنا إلى يريفان جاء بعد التشديدات الأمنية للحكومة في المنطقة.
الفصل الحادي عشر
دير ياسين - فلسطين 1944م
انتابت البهجة والسرور وجه حسن عندما رأى هندام والده الجديد، وقد ارتدى القمباز والعقال على الغترة البيضاء رابطا الحزام اللاوندي المصنوع من الجلد الطبيعي على خصره، وانتبه حوله فرأى أن هناك من تشاركه هذا الشعور الجميل تجاه والده؛ فقد كانت أم خالد تنظر إليه نظرات حب مشوبة بالحياء، وتقول: ربي يحميك من العين يا زينة الرجال.
Неизвестная страница