Генерал Якуб и рыцарь Ласкарис: и проект независимости Египта в 1801 году
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Жанры
طبعة سنة 1899، ص355-360.
وكاد يترك لاسكاريس أيضا للمصير نفسه، وقد تمنى باريس لو تولى بيير بنوا كتابة سيرته كما يكتب بنوا السير.
51
ولكن أنقذه للتاريخ محقق فاضل هو المسيو أوريان، فكتب فصلا ممتعا تتبع فيه هذه الحياة الضالة في البر والبحر، في الغرب والشرق،
52
وليس هذا بالأمر اليسير.
ثيودور لاسكاريس من بيت إيطالي نبيل يتصل قديما بقياصرة بيزنطة. دخل هو وأخوه في سلك فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يحكمون جزر مالطة إلى أن انتزعها بونابرت منهم في طريقه إلى مصر في 1798. درس في صباه الموسيقى وفنون العمارة، وقرأ كل ما استطاع أن يقرأ وغذى بهذه القراءات خيالا قويا، وكان ذا نفس أبية تواقة للعلا، يريد أن يخلد اسما خليقا بسليل القياصرة، ولكن حظه كان الخمول والفقر والتنقل من مكان لآخر. وانتهى به المطاف إلى مصر يكسب قوته بتعليم الفرنسية لإسماعيل بن محمد علي فاتح السودان، ثم الموت في القاهرة في سنة 1817 في ظروف مريبة.
53
وقدر له أن يموت كما بدأ وكما وصف نفسه «صاحب مشروعات».
تحقق الكثير من هذه المشروعات فيما بعد على أيدي أفراد وحكومات. ولكنها في أيام صاحبها كانت سابقة لأوانها. وكان شذوذ لاسكاريس في أطواره - شذوذ ظهر في أخيه جنونا - وتعدد المشروعات وتنوعها مما لا يبعث على الثقة فيه. ومما يعزينا أنه وجد بعض السلوى أو السعادة في الخلو إلى نفسه وإلى مشروعاته. وقد جاء في كلام له: «كل إنسان في هذا العالم يسلك الطريق الذي هيأه له القدر. واحد من الناس يفتح الممالك ويدوخ البلدان، وآخر يصنع النعال. وبعض الناس ينشيون الدول ويشرعون لها الشرايع، والبعض منتهى جهدهم أن يكونوا آباء أطفال ... أما أنا، فأحسن صنع المشروعات، أخرج نفسي من عالم الحس وأعمل في مشروعاتي، وأترك لخيالي التغلب على ما يعترضها من العقبات. ما أجمل الخيال! أجد فيه ما أظنه السعادة».
Неизвестная страница