Остров Родос: его география, история и археология, с последующим кратким историческим обзором известных островов Эгейского моря
جزيرة رودس: جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه
Жанры
ومن أشهر المعاهد متحف العاديات، وهو من أهم المتاحف وأشهرها لما حواه من الآثار التاريخية النفيسة والتحف الفنية الثمينة والمسكوكات اليونانية والرومانية والأواني الميسينية، ونحو ذلك مما وجد في أطلال كاميروس وياليسوس ولندوس، وهي المدن القديمة التي تقدم الكلام عليها.
وقد نبشت أطلال هذه المدن من قبل، وأخذ المنقبون ما عثروا عليه من الكنوز الثمينة، غير ما نقل منها إلى دار الآثار بالآستانة (موزه همايون) وما ظفر به المتحف البريطاني ومتحف كلوني بباريس، وغيرهما من متاحف أوروبا.
ومن أجمل الآثار التي وجدت في رودس وأودعت في متحفها، تمثال لأفروديت (فينوس) وهذا رسمه:
تمثال فينوس.
ويفتح هذا المتحف من الساعة 9 صباحا إلى الظهر، ومن الساعة 2 إلى الغروب، وفي أيام الأحد من الساعة 9 إلى الظهر فقط.
أما المساجد والتكايا والمدافن والأسبلة التي كانت موجودة من قبل، فلم يحدث فيها تغيير، بل قامت الحكومة الإيطالية بإصلاح ما تشعث منها، وأعادت بناء ما تهدم وتخرب في جبانة الرئيس مراد، وأزالت ما كان مكدسا فيها من الأقذار والأتربة منذ مئات من السنين، وغرست فيها الأشجار والرياحين، وهذه الجبانة من أشهر جبانات رودس، وقد تقدم الكلام عليها.
مدافن العظماء في جبانة الرئيس مراد.
هذا مجمل ما قامت به حكومة إيطاليا في رودس من الأعمال والمنشآت العظيمة، التي بلغت بها هذه الجزيرة أسمى درجة في النظام والعمران، وأصبحت كما كانت أيام عزها وسؤددها، درة في تاج الجزائر، وواسطة عقد الاتصال بين الشرق والغرب، وأخذ عدد الوافدين إليها يزداد عاما فعاما؛ لما يجدونه فيها من وسائل الراحة، فوق ما تحلت به من المحاسن الطبيعية.
خاتمة
هذا ما أتيح لي تدوينه عن تاريخ هذه الجزيرة وآثارها ومعاهدها. وأنى لليراع، مهما أوتي من البيان، أن يقوم بوصف ما حوته من أودية وجبال، وغابات وأدغال، ومروج زاهرة، ورياض ناضرة، وعيون جارية، إلى غير ذلك من المحاسن التي تبتهج لها النفس وتقر بها العين، ولهذه المناظر من التأثير في الوجدان ما لا يحتاج إلى بيان، فهي تصقل مرآة الخيال، فترتسم فيها تلك الصور التي توحي إلى الشعراء ما تجود به قرائحهم من المعاني، وتحوم حوله أفكارهم من التشبيهات والاستعارات، ألا ترى أنهم شبهوا الوجه بالبدر، والثغر بالدر، والخد بالورد، والجبين بالصبح، والشعر بالليل، والقد بالغصن.
Неизвестная страница