Египетская армия в русской войне, известной как Крымская война
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Жанры
ويقعد السلطان على السرير وعلى يمينه الخاتون طيطغلي وتليها الخاتون بك، وعلى يساره الخاتون بيلون وتليها الخاتون أردجي، ويقف أسفل السرير عن اليمين ولد السلطان تين بك، وعن الشمال ولده الثاني جان بك، وتجلس بين يديه ابنته إيت كججك، وإذا أتت إحداهن قام لها السلطان وأخذ يدها حتى تصعد على السرير، وأما طيطغلي وهي الملكة وأحظاهن عنده فإنه يستقبلها إلى باب القبة فيسلم عليها ويأخذ بيدها، فإذا صعدت على السرير وجلست حينئذ يجلس السلطان، وهذا كله على أعين الناس دون احتجاب.
ويأتي بعد ذلك كبار الأمراء فتنصب لهم كراسيهم عن اليمين والشمال، وكل إنسان منهم إذا أتى مجلس السلطان يأتي معه غلام بكرسيه، ويقف بين يدي السلطان أبناء الملوك من بني عمه وإخوته وأقاربه، ويقف في مقابلتهم عند باب القبة أولاد الأمراء الكبار، ويقف خلفهم وجوه العساكر عن يمين وشمال، ثم يدخل الناس للسلام الأمثل فالأمثل ثلاثة ثلاثة، فيسلمون وينصرفون فيجلسون على بعد، فإذا كان بعد صلاة العصر انصرفت الملكة من الخواتين ثم ينصرف سائرهن فيتبعنها إلى محلتها، فإذا دخلت إليها انصرفت كل واحدة إلى محلتها راكبة عربتها ومع كل واحدة نحو خمسين جارية راكبات على الخيل، وأمام العربة نحو عشرين من قواعد النساء راكبات على الخيل فيما بين الفتيان والعربة، وخلف الجميع نحو مئة مملوك من الصبيان، وأمام الفتيان نحو مئة من المماليك الكبار ركبانا ومثلهم مشاة بأيديهم القضبان والسيوف مشدودة على أوساطهم وهم بين الفرسان والفتيان؛ وهكذا ترتيب كل خاتون منهن في انصرافها ومجيئها.
وكان نزولي من المحلة في جوار ولد السلطان جان بك الذي يقع ذكره فيما بعد، وفي الغد من يوم وصولي دخلت إلى السلطان بعد صلاة العصر وقد جمع المشايخ والقضاة والفقهاء والشرفاء والفقراء، وقد صنع طعاما كثيرا وأفطرنا بمحضره، وتكلم السيد الشريف نقيب الشرفاء ابن عبد الحميد والقاضي حمزة في شأني بالخير، وأشاروا على السلطان بإكرامي، وهؤلاء الأتراك لا يعرفون إنزال الوارد ولا إجراء النفقة وإنما يبعثون له الغنم والخيل للذبح وروايا القمز، وتلك كرامتهم، وبعد هذا بأيام صليت صلاة العصر مع السلطان، فلما أردت الانصراف أمرني بالقعود وجاءوا بالطعام من المشروبات كما يصنع من الدوقي ثم باللحوم المسلوقة من الغنم والخيل، وفي تلك الليلة أتيت السلطان بطبق حلواء فجعل أصبعه عليه وجعله على فيه ولم يزد على ذلك. (11) ذكر الخواتين وترتيبهن
وكل خاتون منهن تركب في عربة، وللبيت الذي تكون فيه قبة من الفضة المموهة بالذهب أو من الخشب المرصع، وتكون الخيل التي تجر عربتها مجللة بأثواب الحرير المذهب، وخديم العربة الذي يركب أحد الخيل فتى يدعى القشي، والخاتون قاعدة في عربتها وعن يمينها امرأة من القواعد تسمى أولو خاتون بضم الهمزة واللام، ومعنى ذلك الوزيرة، وعن شمالها امرأة من القواعد أيضا تسمى كجك خاتون بضم الكاف والجيم ومعنى ذلك الحاجبة، وبين يديها ست من الجواري الصغار يقال لهن: البنات فائقات الجمال متناهيات الكمال، ومن ورائها ثنتان منهن تستند إليهن.
وعلى رأس الخاتون البغطاق وهو مثل التاج الصغير مكلل بالجواهر وبأعلاه ريش الطواويس، وعليها ثياب حرير مرصعة بالجوهر شبه المنوت (الملوطة) التي يلبسها الروم، وعلى رأس الوزيرة والحاجبة مقنعة حرير مزركشة الحواشي بالذهب والجوهر، وعلى رأس كل واحدة من البنات الكلا وهو شبه الأقروف وفي أعلاه دائرة ذهب مرصعة بالجوهر وريش الطواويس من فوقها، وعلى كل واحدة ثوب حرير مذهب يسمى النخ.
ويكون بين يدي الخاتون عشرة أو خمسة عشر من الفتيان الروميين والهنديين وقد لبسوا ثياب الحرير المذهب المرصعة بالجواهر، وبيد كل واحد منهم عمود ذهب أو فضة، أو يكون من عود ملبس بهما، وخلف عربة الخاتون نحو مئة عربة في كل عربة الثلاث والأربع من الجواري الكبار والصغار، ثيابهن الحرير وعلى رءوسهن الكلا، وخلف هذه العربات نحو ثلاث مئة عربة تجرها الجمال والبقر تحمل خزائن الخاتون وأموالها وثيابها وأثاثها وطعامها، ومع كل عربة غلام موكل بها متزوج بجارية من الجواري التي ذكرنا، فإن العادة عندهم أنه لا يدخل بين الجواري من الغلمان إلا من كان له بينهن زوجة، وكل خاتون فهي على هذا الترتيب ولنذكرهن على الانفراد. (11-1) ذكر الخاتون الكبرى
والخاتون الكبرى هي الملكة أم ولدي السلطان جان بك وتين بك، وسنذكرهما، وليست أم ابنته إيت كججك، وأمها كانت الملكة قبل هذه واسم هذه الخاتون طيطغلي، بفتح الطاء المهملة الأولى واسكان الياء آخر الحروف وضم الطاء الثانية وإسكان الغين المعجمة وكسر اللام وياء مد، وهي أحظى نساء هذا السلطان عنده وعندها يبيت أكثر لياليه، ويعظمها الناس بسبب تعظيمه لها، وإلا فهي أبخل الخواتين - إلى أن قال:
وفي غد اجتماعي بالسلطان دخلت إلى هذه الخاتون وهي قاعدة فيما بين عشر من النساء القواعد كأنهن خديمات لها وبين يديها نحو خمسين جارية صغار يسمون البنات، وبين أيديهن طيافير الذهب والفضة مملوءة بحب الملوك وهن ينقينه، وبين يدي الخاتون صينية ذهب مملوءة منه وهي تنقيه فسلمنا عليها، وكان في جملة أصحابي قارئ يقرأ القرآن على طريقة المصريين بطريقة حسنة وصوت طيب، فقرأ ثم أمرت أن يؤتى بالقمز فأوتي به في أقداح خشب لطاف خفاف، فأخذت القدح بيدها وناولتني إياه وتلك نهاية الكرامة عندهم ولم أكن شربت القمز قبلها، ولكن لم يمكنني إلا قبوله وذقته ولا خير فيه ودفعته لأحد أصحابي، وسألتني عن كثير من حال سفرنا فأجبناها ثم انصرفنا عنها، وكان ابتداؤنا بها لأجل عظمتها عند الملك. (11-2) ذكر الخاتون الثانية التي تلي الملكة
واسمها كبك خاتون بفتح الكاف الأولى وفتح الباء الموحدة، ومعناه بالتركية النخالة، وهي بنت الأمير نغطي واسمه بنون وغين معجمة وطاء مهملة مفتوحات وياء مسكنة، وأبوها حي مبتلى بعلة النقرس وقد رأيته، وفي غد دخولنا على الملكة دخلنا على هذه الخاتون فوجدناها على مرتبة تقرأ في المصحف الكريم وبين يديها نحو عشر من النساء القواعد، ونحو عشرين من البنات يطرزن ثيابا فسلمنا عليها وأحسنت في السلام والكلام، وقرأ قارئنا فاستحسنته وأمرت بالقمز فأحضر وناولتني بالقدح بيدها كمثل ما فعلته الملكة وانصرفنا عنها. (11-3) ذكر الخاتون الثالثة
واسمها بيلون بباء موحدة وياء آخر الحروف كلاهما مفتوح ولام مضموم وواو مد ونون، وهي بنت ملك القسطنطينية العظمى السلطان تكفور، ودخلنا على هذه الخاتون وهي قاعدة على سرير مرصع قوائمه فضة وبين يديها نحو مئة جارية روميات وتركيات ونوبيات منهن قائمات وقاعدات، والفتيان على رأسها والحجاب بين يديها من رجال الروم، فسألت عن حالنا ومقدمنا وبعد أوطاننا وبكت ومسحت وجهها بمنديل كان بين يديها رقة منها وشفقة، وأمرت بالطعام فأحضر وأكلنا بين يديها وهي تنظر إلينا، ولما أردنا الانصراف قالت: لا تنقطعوا عنا وترددوا إلينا وطالعونا بحوائجكم، وأظهرت مكارم الأخلاق وبعثت في أثرنا بطعام وخبز كثير وسمن وغنم ودراهم وكسوة جيدة وثلاثة من جياد الخيل وعشرة من سائرها، ومع هذه الخاتون كان سفري إلى القسطنطينية العظمى كما نذكره بعد. (11-4) ذكر الخاتون الرابعة
Неизвестная страница