Жемчужина
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
Издатель
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Место издания
الرياض
وكان خيِّرًا فاضلًا. ورآه عثمانُ يومًا في دِهليزه، فرأى شيخًا ثطًَّا أَشغى في عباءة. فأَنكر مكانه، ولم يعرفْهُ. فقال: يا أعرابيُّ، أين ربُّك؟ قال: بالمرصاد. وسيَّره عبد الله بن عامرٍ إلى الشام بأمر عثمان. فمات هناك، ولا عقبَ له.
ومنهم أبو بشرٍ الوليد بن مسلم العنبريُّ: " روى " عن خُبيب بن عبد الله وعن أبان مولى عثمان بن " عفان، وروى " عنه خالدٌ الحذّاء ومنصور.
ومنهم أبو عبد الله سَوَّارُ بن عبد الله العنبريُّ: قاضي البصرة لأبي جعفر المنصور، وأقام قاضيًا بها سبع عشرة سنةً، ووَلى صلاة البصرة مرتين. ومات وهو أميرها سنة ستٍّ وخمسين ومئة. وأبوهُ أبو السوَّار عبد الله بن قُدامة بن عَثرة من ولد كعب بن العنبر. روى عن أبي بَرزةَ الأسلميِّ. وروى عنه تَوبةُ العنبريُّ. ووَلى أيضًا قضاء البصرة مثل ابنهِ سوَّار. وابو السوَّار معدود في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة، قاله مسلم.
وولى عبدُ الله بن سَوَّار القضاء بعد أبيه. ووليَ القضاء ابنُ ابنه أيضًا وهو سوَّار بن عبد الله. فَوَلوا القضاء أربعةً في نَسقٍ. وخرَّج عن سوار الأخير التِّرمذسُّ. وكان سوار أبو عبد الله فقيهًا، عدلًا، صالحًا. رُوي أن رجلًا من الأعراب تقدَّم إلى سوارٍ في أمر فلم يصادف عنده ما يجبُ، فاجتهد، فلم يظفر بحاجته، قال: فقال الأعرابيُّ، وكانت في يده عصًا:
رأيتُ رؤيا ثم عبَّرتُها ... وكنت للأحلام عبَّارا
بأنَّني أخبطُ في ليلتي ... كلبًا، فكان الكلبُ سوَّارا
ثم أنحى على سوَّار بالعصا، قال: فما عاتبهُ سوَّار بشيءٍ. ومات رجلٌ بالبصرة، كان لأبي جعفر المنصور عليه مال. وكانت عليه ديون للناس
1 / 189