ثم لتأخذوا بنصيب من المسرة مما منح الله العترة من عظيم الفتح وجميل النصرة، وما رمى به عدوهم من البوار: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}[الرعد:25][29/ب] {ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}[الحج:77-78].
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم أفضل الصلاة والتسليم.
فصل
نذكر فيه يسيرا مما امتدحه أهل الفضل والبلاغة من الخاصة والعامة لقصد التبرك، ولا يخلو ذلك إن شاء الله تعالى من فائدة من ذلك قول القاضي العلامة الفصيح البليغ الفاضل الأوحد الصمصامة، الحلاحل جمال الدين: علي بن الحسين المسوري(1) رحمة الله عليه:
بسعدك تنقاد الصعاب الشوارد
وما رمت أمرا قط إلا وأسهلت
ولا غرو إذ أنت ابن أوحد ذا الورى
بنيت من العلياء دارا رفيعة ... كما أنها تصفو لديك الموارد
حزونته وانقاد منه المباعد
كمالا وأسماهم إذا عد واحد
يرى دون أدناها السها والفراقد
فمن شامخ الأصل المطهر أسها
كمال وعلم مع جهاد وفطنة
وصبر إذا الهيجاء ضاق مجالها
وحلم إذا ما الحلم زين أهله ... لها شرفات كلهن محامد
وحزم وعزم نافذ وعوائد
وبكتت الأقدام فيها القماحد إذا زالت الشم الذرى فهو راكد
Страница 80