فامتثلنا أمره عز وجل وبعناه الأنفس والأموال، وتجردنا بذلك نحن وإخواننا وأبناؤنا وأشياعنا وأتباعنا وأجنادنا رهبة من الوعيد ورغبة في عظيم النوال، واثقين بقوله عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم}[].
وبقوله: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}[].
ثم دعونا جميع المسلمين وأقمنا الحجة على جميع العالمين، وإن أحق الناس بالإجابة إلى هذه الفضيلة والإغتنام لعظيم هذه الوسيلة، من أنعم الله عليه بنسب النبوة والوصاية، وفضيلة الشرف البالغة منه إلى أقصى غاية، مع ما أتم الله به عليه ذلك من عظيم الرئاسة، وحسن المعاملة والسياسة، وجعل له من الذكر الجميل والفخر الجليل فبادروا تولى الله أمركم إلى ذلك، واستعدوا للأجر بالنصيب الوافر والسهم القامر، فقد قال أبوكم أمير المؤمنين -صلوات الله عليه وآله وسلم-:" ولقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه، وقلبت ظهره وبطنه فلم أر لي إلا القتال أو الكفر".
نعوذ بالله [181/ب] لنا ولكم أن نتقاعد عن سبيل النبي أو نرغب عما قال في أمره هذا القول، أكرم خليفة وأفضل وصي. وقد وجهنا الأجناد المنصورة المؤيدة إن شاء الله لاستئصال هذه البقية الحقيرة من الظالمين في أبي عريش(1) على يدي السيد شمس الدين أحمد بن المهدي(2)، وهم إن شاء الله تعالى غنيمة باردة لكم ولهم، فقوموا من أمر هذه الفريضة بما يقوم به مثلكم وبادروا إلى مآبه إن شاء الله إحياء شريعة جدكم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وإعلاء كلمة الحق والإنتصار لدين الهدى {يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم}[].
Страница 290