قال القاضي أيده الله: وطلب جماعة من الفضلاء وذكر لهم شيئا من ذلك وقال: كل واحد منكم يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى لتسهيل هذا المطلب بما لا يعلمه منه إلا الله.
قال: ثم فعلنا فكنت ممن نذر [بصيام وقراءة قرآن ذكرهما بالكثرة، وكان ما تفضل الله](1) به كما تقدم من غير منة مخلوق، فله الحمد كثيرا بكرة وأصيلا، وقد ذكرنا ما قال بعض الغافلين من أمراء العرب لما خرج على هذه الحالة.
قال القاضي أطال الله بقاه: إن الإمام -عليه السلام- لما صح له ذلك بقي ليلة منطو ينظر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر يقدم ويؤخر من الرأي حتى صح له من الصواب ابتداء هذا الباشا بكتاب معناه أنه قد تقدم إليكم تذكيركم بأنفار من المسلمين وضعفاء المؤمنين قد أمضهم التعب والغم والنصب فما أحقكم بالإفراج عنهم وما أحقنا بمذاكرتنا فيهم، فأما الصنو الحسن حفظه الله فقد أفرج الله عنه بما بلغكم وبقي من بقي تشملوهم بإحسانكم، وتجعلوا ذلكم قربة إلى ربكم أو ما هذا معناه.
قال القاضي أيده الله: وهذا منه -عليه السلام- تدبير نافع لئلا يكتبوا إليه في شأن الحسن بما يتعسر الجواب منا عليهم فيه، فقال نطالبهم نحن ولا يطالبونا أو نحو ذاك. وبقي رحمه الله بعد ذلك وزيرا للإمام كافيا وعضدا واقيا بقية شهر جمادى الآخرة ورجب وشعبان ورمضان حتى تقدم إلى صعدة وبلادها كما سيأتي إن شاء الله في شهر ربيع الأول من عام اثنين وثلاثين وألف وعمر في شهارة المحروسة بالله بيته المعروف، وكان تمامه وهو في صعدة رحمة الله عليه.
نعم وقد تقدم ذكر ولاية مولانا أحمد بن أمير المؤمنين أيده الله وقوة سلطانه في صعدة وبلادها، وحصل الإنتفاع العام بها وشحنت المدارس بأهل العلم، والإمام -عليه السلام- يحضه على ذلك، وبعث إلى أهل البيوت المعتادة للعلم برسائل منها هذه، وتناقلها الفضلاء وكثر ذكرها وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على محمد وآله.
Страница 165