293

Прозрачная суть, извлечённая из глубин исследования

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم(155)ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحي ويميت والله بما تعملون بصير(156) {إن الذين تولوا منكم} يعني الذين انهزموا يوم أحد {يوم التقى الجمعان} جمع المسلمين وجمع المشركين {إنما استزلهم الشيطان} أي: طلب منهم الزلل بالانهزام ورغبهم فيه ودعائهم إليه، {ببعض ما كسبوا} أي: بسبب بعض ما كسبوا من ذنوبهم ومعناه، أن السبب في توليهم أنهم أطاعوا الشيطان فكسبوا ذنوبا قبل ذلك التولي فمنعهم من الثبات وتقوية القلوب، حتى تولوا لأن الذنب يجر إلى الذنب، كما أن الطاعة تجر إلى الطاعة، ويكون لطفا فيها، وقيل: بعض ما كسبوا هو تركهم المركز الذي أمرهم رسول الله بالثبات فيه، فجرهم ذلك إلى الهزيمة، {ولقد عفا الله عنهم} لتوبتهم وندمهم واعتذارهم {إن الله غفور} للذنوب {حليم} لا يعاجل بالعقوبة، {يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا} يعني: المنافقين {وقالوا لإخوانهم} في النفاق {إذا ضربوا في الأرض} أي: سافروا فيها للتجارة وغيرها، {أو كانوا غزا} جمع غاز وفي الآية محذوف دل عليه الكلام تقديره، إذا ضربوا في الأرض فماتوا أو كانوا غزا فقتلوا ويدل على هذا قوله: {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} أي: لو كانوا معنا غير مسافرين ولا غازين، ما مات المسافر ولا قتل الغازي [23{، {وليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم} اللام في ليجعل متعلق بقالوا أي: قالوا واعتقدوا ليكون حسرة في قلوبهم ولا تكونوا مثلهم في النطق، بذلك القول واعتقاده ليجعله الله حسرة في قلوبهم خاصة وتصلون منها قلوبكم، ومعنى إسناد الفعل إلى الله تعالى أنه عند اعتقادهم ذلك المعتقد الفاسد، {والله يحيي ويميت} رد لقولهم أي: الأمر بيده قد يحيي المسافر والغازي ويميت المقيم والقاعد، كما شاء، وعن خالد ابن الوليد أنه قال عند موته ما في موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة وها أنا ذا أموت كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء،{والله بما تعملون بصير} فلا تكونوا مثلهم.

Страница 357