Прозрачная суть, извлечённая из глубин исследования

Ибн Хади d. 810 AH
112

Прозрачная суть, извлечённая из глубин исследования

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وعن البراء بن عازب قدم صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة، وكان في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين ورسول الله في مسجد بني سلمة وقد صلى بأصحابه ركعتين في الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فسمي المسجد مسجد القبلتين والمعنى أجعل تولية الوجه جهة المسجد وشمته لأن استقبال غير القبلة فيه حرج عظيم على البعيد وذكر المسجد الحرام دون الكعبة دليل على أن الواجب مراعات الجهة دون العين {وحيث ما كنتم} في برا أو بحرا فأردتم الصلاة {فولوا وجوهكم شطره} أي: نحوه وجهته فلما حولت القبلة إلى الكعبة قالت اليهود يا محمد ما أمرت بهذا وإنما هو شيء تبتدعه من نفسك فأنزل الله تعالى {وإن الذين أتوا الكتاب} وهم اليهود {ليعلمون أنه الحق من ربهم} أي: أن المسجد الحرام قبلة إبراهيم وأنه حق مذكور لأنه كان بشارة أنبيائهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إلى القبلتين {وما الله بغافل عما تعملون} أي: لا يغفل من أعمالهم بل يجازيهم فيعاقبهم عليها.

Страница 122