فلان القيسي خال الوليد بن عبد الملك فقال: أصلحك الله إنه ما خص هذا عمنا، وقد أتيناك في أمر لم نجد أحدا ينفرد به، ولا يساعد من يعين عليه، فإن تكف فليس بأكثر ما فيك، وإن تدفعني فماله سواك، قال: ثم سكت وتقدم عمر بن هبيرة الفزاري فقال: أصلحك الله إنا والله لو وجدنا أحدا دونك لاخترناه، أو خلفك لتخطينا إليه، والله ما الدخان بأدل على أنه من النار، ولا العجاج أنه من الرياح من ظاهر أمرك على باطنه، وقد أتيناك شفعاء لابن حيان في هذا المال، فإن تستكثره فقد يطلع ما هو دونه، وإن تستقله فقد ترجى لما هو أكثر منه، قال: ثم سكت وتقدم زفر الكلابي، فقال: أصلحك الله إنا والله لم نزنك بأحد من الملوك إلا رجحت به، ولم نقسك بأحد منهم إلا ارتفعت عليه، ولا غاية يبلغها أحد إلا وقد بلغتها، أنت فيها مقدم وحقك فيها معظم، وقد أتيناك شفعاء لابن حيان في هذا المال، والله ما العجب من أن تفعل، ولكن العجب من ألا تفعل، وأنت أنت: قال: فقال أبو خالد: مرحبا بكم وأهلا إن خير المال ما وقي به العرض، وإنما لي من مالي ما فضل عن النوائب، ولو علمت أحدا أملأ بحاجتكم مني لأرشدتكم إليه فاحتكموا قالوا: نصف المال، قال: يا غلام ادفع إليهم خمسمائة ألف درهم قال: فأخذوا وخرجوا، فلما كانوا على باب السرادق قال لهم قائل: إلى أين تذهبون، وبمن تستعينون، والله ما يبالي يزيد أنصفا حمل أم المال، فارجعوا فرجعوا، فقال: مه، قالوا: قلنا _ أصلحك الله _ قال: قد
Страница 172