Джавхар Муктасар

Ибн Кинди d. 557 AH
76

Джавхар Муктасар

الجوهر المقتصر لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي

Жанры

مسألة: وأما الصنف الثالث فهم المعتزلة والقدرية والمجبرة الأخسرية فقد روى ((أن القدرية مجوس هذه الأمة)) وهم أحزاب متباغضون وأضداد متناقضون فهم بين قائل، وإن الله لم يخلق أفعال ولم يردها، وأن العباد مفوضة إليهم الأمور يفعلوا (7) ما شاوا [64] من خير أو شر، وليس لله في أفعالهم مشيئة، وهؤلاء هم القدرية، على أنهم مفترقون في المعنى وفي القول به، وبين قائل، إن الله تعالى جبر العباد على الطاعة والمعصية وأنه سبحانه يعذبهم على فعله بهم لا على أفعالهم، ولم نقصد إلى ذكر الرد عليهم؛ فإن في النفوس من استبشاع هذين المعنيين ما يغنى عن ذكر الرد عليهم فقول المسلمين أهل الحق المبين غن الله تعالى خلق فعل الطاعة من المطيع له طاعة حسنة وخلق فعل المعصية من فاعلها معصية قبيحة بعمل العبد ما سبق في علم الله أن سيخلقه طاعة حسنة مثابا عليها فاعلها فأطاع وعمل ما سبق في عمله سبحانه أن سيخلفه من فعله معصية قبيحة مذمومة معاقبا عليها فاعلها فعصى، وإنما عذب العبد على فعله المعصية التي خلقها الله وشاءها وأرادها معصية من كبسه لا على خلقه كسب عبده معصيته وإرادته، وهذا فرق بين فعل الله وفعل العبد ن بالله التوفيق.

وقد برأ المسلمون من هذا الصنف وفارقوهم عليه، ونحن موافقو المسلمين على براءتهم منهم، ونشهد لكل من مات منهم على ذلك المذهب بالنار التي أعدها الله عقابا للكفار لا شك عندنا في ذلك ولا ريب، وبالله التوفيق.

Страница 83