Сущность человечества: бесконечный поиск и непрекращающееся движение
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Жанры
كل شيء فعله المصريون كان مبتكرا؛ فقد كانوا أول من استخدم الأرقام المكتوبة منذ نحو عام 3500 قبل الميلاد، وكانت في شكل خطوط بسيطة تعبر عن أرقام مثل من 1 إلى 10. بعد 500 سنة استخدم السومريون الأرقام، وفي عام 1200 قبل الميلاد استخدمها المينويون. ولم تظهر الأرقام المكتوبة في النقوش الهندية والصينية إلا بعد نحو ألف عام من هذا. وعلى الأرجح اخترع المصريون الزجاج - الذي يتطلب درجة حرارة 1500 مئوية لصهر الرمل وكربونات الصوديوم معا - في عهد الأسر العظيمة في الألفية الثالثة قبل الميلاد. في البداية كانوا يصنعون خرزا صغيرا، لكن في القرن الثالث قبل الميلاد كانوا يصنعون كل أنواع الأشياء، حتى إنها ضمت أول عدسات. بدأ نفخ الزجاج بعد هذا بعدة قرون، على الأرجح ليس في مصر نفسها ولكن في منطقة أبعد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط فيما يعرف الآن بسوريا (رغم تأكيد آخرين على أن المصريين كانوا يمارسونه طوال الوقت). حتى مصائد الفئران، التي كانت تعمل في هذا الوقت بزنبرك بسيط كحالها حاليا، فنحن ندين بها للتكنولوجيا المصرية.
لفترة وجيزة، بداية من القرن السابع قبل الميلاد، تولى حكم مصر الهكسوس (وهي كلمة معناها «حكام بلاد أجنبية»)، لكن المصريين حافظوا على التقاليد الثقافية للعلم والأدب والفن والموسيقى والفلك والطب طوال فترات الاحتلال التالية على يد الغزاة الآشوريين والفارسيين والإغريق والرومان والعرب. ومع تزايد التجارة عبر البحر المتوسط، كبر حجم مدينة الإسكندرية، التي سميت على اسم فاتحها الإغريقي، وأضحت عاصمة مصر حتى القرن السابع. ثم أعاد العرب العاصمة في اتجاه أعلى النهر تحت منف مباشرة؛ حيث ظلت منذ ذلك الحين (وسميت في البداية مصر، ثم القاهرة). في فترة ازدهارها كانت الإسكندرية المركز الثقافي لمنطقة البحر المتوسط، وكانت منارتها التي تقع على جزيرة فاروس،
5
التي تعتبر أيضا إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، على الأرجح الأولى من نوعها؛ فكان البحارة يبحرون بأمان عبر الخط الساحلي الصخري بفضل النار المشتعلة في قمتها التي كانت تستمر طوال الليل. ظلت المنارة موجودة حتى القرن الثاني عشر، بعد 1500 من إنشائها، وانهارت بعد هذا بقرنين، لأسباب غير واضحة حتى الآن.
ثمة اختراع آخر نتج عن انصهار الثقافة المصرية والإغريقية في الإسكندرية في هذا الوقت وتمثل في إقامة مركز للتعلم داخل متحف الإسكندرية. كان يضم المكتبة الشهيرة، وحديقة للنباتات، وأخرى للحيوانات، ومرصدا وبعض الغرف من أجل تشريح الحيوانات؛ عمل به إقليدس وكذلك إراتوستينس
6
وعالم الفلك هيباروخوس. لم تحتو المكتبة على وثائق إغريقية فحسب في شكل بعض من أقدم الكتب التي ظهرت على الإطلاق، ولكنها ضمت على الأرجح ترجمات لنصوص من بلاد الرافدين والهند أيضا. ومثل نفخ الزجاج، نشأت فكرة تجميع الوثائق معا في شكل كتاب على الأرجح بعيدا في الشمال، على السواحل الشرقية للبحر المتوسط؛ ويدعي ميناء جبيل الفينيقي، الذي كانت مصر على تواصل معه منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ملكيته لهذا الاختراع بالتحديد.
7
نجا المتحف والمكتبة من الزلزال الذي دمر قصر الملكة كليوباترا في خليج الإسكندرية، لكنهما دمرا جزيئا في أثناء الحرب الأهلية التي وقعت بعد بنائهما بنحو 500 سنة، وأحرقت بقاياهما في النهاية على يد المحاربين المسيحيين بعد قرن من الزمن. ومن ثم فقد إلى الأبد أحد أكثر السجلات المكتملة لحياة الإنسان - ربما ما يصل إلى 700 ألف مخطوطة
8 - من أربع أو خمس حضارات في العالم القديم.
Неизвестная страница