Сущность человечества: бесконечный поиск и непрекращающееся движение

Зейнаб Катиф d. 1450 AH
142

Сущность человечества: бесконечный поиск и непрекращающееся движение

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

Жанры

ويصل عدد الذين يعتبرون أنفسهم يهودا في العصر الحالي إلى نحو 17 مليونا، يعيش 40٪ منهم في الولايات المتحدة و20٪ في إسرائيل. •••

تقر المسيحية بالعهد القديم اليهودي الصحيح إلى حد ما كجزء من تراثها الديني. وهي تختلف عنه في جزئية الاعتقاد في أن يسوع الناصري

18

هو المسيا (أو المسيح، بمعنى الممسوح) في النصوص اليهودية. اختلفت تعاليم المسيح، التي تشكل أساسا للعهد الجديد، عن تعاليم أقرانه اليهود؛ فقد أكد على التوبة والإيمان وحب المرء لجاره، سواء كان عدوا أو صديقا. وقد بشر بأن ملكوت الرب سيكون لكل الناس، وليس لليهود فقط، لكنه لن يأتي إلا بعد وفاته. عارض المسيح سلطة الحزب الديني المسيطر - الفريسيين - وكشف إساءة استخدامهم لها. حدث هذا إلى حد كبير من خلال بولس الطرسوسي، الذي كان يهوديا وفريسيا، وكان في صراع مع أتباع المسيح في البداية، لكن قلبه تغير في بعثة له إلى دمشق، فأصبحت المسيحية بذلك دينا منفصلا يمارسه في الغالب غير اليهود. انتهى اضطهاد المسيحيين على يد الحكام الرومان - الذي كان أسوأ بكثير من معاملة اليهود لهم - تحت حكم الإمبراطور قسطنطين (الذي تحول هو نفسه إلى الدين الجديد) في عام 313 ميلاديا، وفي عام 380 أصبحت المسيحية الديانة الرسمية في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس. ومنذ ذلك الوقت فصاعدا، نمت سلطة كنيسة روما، والبابا على رأسها، ونفوذها.

توسعت الاهتمامات البابوية من الدينية إلى الدنيوية، ومن شئون الكنيسة إلى التدخل في السياسة. وفي نهاية القرن الحادي عشر كان البابا أوربان الثاني يشجع على الحرب؛ فبدأت الحملات الصليبية باسم المسيحية. كان الهدف منها هو تخليص فلسطين - الأرض المقدسة - من سيطرة المسلمين عليها. ولم يتحقق هذا قط على نحو دائم. ففي عام 1099 استولى الصليبيون بالفعل على القدس، ونصبوا جودفري دي بويون - تعني كلمة «بويون» أيضا حساء بالفرنسية - ملكا، وقد ذبح جميع السكان. لكن في عام 1187 خرج الصليبيون من المدينة، بعدما هزمهم صلاح الدين سلطان مصر وسوريا، وظلت فلسطين تحت الحكم الإسلامي حتى عام 1917، عندما حررتها القوات البريطانية من العثمانيين. كما رأينا في فصل سابق، عادت إلى اليهود في النهاية، وأصبحت القدس مدينة مقسمة - كما هو وضعها حتى يومنا هذا - تعطي حقا متساويا لممارسة طقوس العبادة اليهودية والمسيحية والإسلامية. أدت الحروب الصليبية إلى توليد العداء، معظمه خارجي، بين المحاربين الصليبيين والمواطنين الأبرياء؛ فقد عانى المسلمون والمسيحيون واليهود بقدر متساو. لم يؤثر أي من هذا إلى حد كبير في البابوية؛ فقد أبعدت نفسها عن الأحداث التي أطلقتها، وواصلت سيطرتها على العالم المسيحي، الذي امتد في هذا الوقت إلى معظم أنحاء أوروبا. وفي القرن الرابع عشر بدأ السخط من كنيسة روما يتنامى؛ فقد دفع معتقداتها وتزمتها الناس في الأراضي الشمالية إلى البحث عن شكل بديل للمسيحية؛ فبدأت البروتستانتية في الظهور.

انتقد جون ويكليف، المحاضر في جامعة أكسفورد في القرن الرابع عشر، الكنيسة في عدة جوانب؛ ثرائها ونفوذها (وهذه هي الأسباب نفسها بالضبط التي لام المسيح الفريسيين عليها)، وعصمة البابا، ورفضه بعناد التفكير في ترجمة الإنجيل إلى اللغة الدارجة. بدأ ويكليف هذه المهمة، التي استكملها ويليام تيندال مع العهد الجديد الذي قدمه في عام 1526 (وقد حرق فيما بعد على وتد في مدينة أنتويرب عقابا على ما فعله). ظهر المصلحون في أماكن أخرى؛ ففي فيتنبرج عارض مارتن لوثر على وجه الخصوص بيع صكوك الغفران، التي كانت تمحى بها الخطايا التي ارتكبها المسيحيون التائبون - بما في ذلك الأعمال الوحشية للصليبيين - من خلال الأعمال الصالحة التي لم يكن يستثنى منها على وجه التحديد دفع المال لكنيسة روما، وأعلن على الملأ أسبابه الخمسة والتسعين لرفضه هذا في عام 1517. بعد أربع سنوات من هذا أدين مارتن لوثر بسبب عصيانه وطرد من الكنيسة؛ فانتقم بترجمة الإنجيل إلى الألمانية. سبب استفاضتي في الحديث عن هذه الأحداث هو أن أظهر كثرة من كانوا يرون أن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لم تكن تقدم العون الروحي الذي كانوا يبحثون عنه؛ رغم استمرار عقيدتها.

في عام 1531 قدم هنري الثامن التماسا إلى البابا كليمنت السابع ليطلق زوجته الأولى، كاثرين من أراجون، حتى يستطيع الزواج من آن بولين. ولدت له كاثرين فتاة (ماري)، لكن ابنه (هنري) توفي وعمره لا يزال بضعة أسابيع، وأراد هنري وريثا ذكرا. وعندما رفض التماسه، أعلن نفسه رئيسا أعلى للكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا (وظل كاثوليكيا مخلصا طوال معظم حياته).

19

بعد هذا بعامين عين هنري توماس كرانمر رئيس أساقفة كانتربري؛ ثم أقنع كرانمر أولا بإعلان زواجه من كاثرين باطلا، ثم بتزويجه شرعيا من آن . لم يعر هنري بالا لما تبع هذا من إقصاء البابا كليمنت له من الكنيسة. فبضربة واحدة حقق هنري مراده؛ وبهذا أسس فرعا للكنيسة الرومانية في إنجلترا. ولم تغفر كنيسة روما فعل التحدي هذا. وفي أثناء تأليفي لهذا الكتاب، أصدرت لجنة عقيدة الإيمان - الاسم الحالي للمكتب المقدس لمحاكم التفتيش - التي كانت تبحث عن الهرطقة وتعاقب عليها على مدى القرون، وثيقة

20

Неизвестная страница