Драгоценные жемчужины в толковании Корана
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Жанры
ع فالباء في هذا المعنى على حد قوله سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق وقيل معنى بالحق أي مما اختلف فيه أهل الكتاب واضطرب فيه هؤلاء النصارى الوافدون قال ع وهذا داخل في المعنى الأول وقوله مصدقا حال مؤكدة لأنه لا يمكن أن يكون غير مصدق لما بين يديه من كتب الله سبحانه وما بين يديه هي التوراة والإنجيل وسائر كتب الله التي تلقيت من شرعنا وقوله تعالى من قبل يعني من قبل القرآن وقوله هدى للناس معناه دعاء والناس بنو إسراءيل في هذا الموضع وإن كان المراد أنهما هدى في ذاتهما مدعو إليه فرعون وغيره فالناس عام في كل من شاء حينئذ أن يستبصر والفرقان القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل ثم توعد سبحانه الكفار عموما بالعذاب الشديد والإشارة بهذا الوعيد إلى نصارى نجران وعزيز معناه غالب والنقمة والانتقام معاقبة المذنب بمبالغة في ذلك قوله تعالى إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هذه الآية خبر عن علم الله تعالى بالأشياء على التفصيل وهذه صفة لم تكن لعيسى ولا لأحد من المخلوقين ثم أخبر سبحانه عن تصويره للبشر في أرحام الأمهات هذا أمر لا ينكره عاقل ولا ينكر أن عيسى وسائر البشر لا يقدرون عليه ولا ينكر ان عيسى من المصورين كغيره من سائر البشر فهذه الآية تعظيم لله جلت قدرته في ضمنها الرد على نصارى نجران وفي قوله أن الله لا يخفى عليه شيء وعيد وشرح النبي صلى الله عليه وسلم كيفية التصوير في الحديث الذي رواه ابن مسعود وغيره أن النطفة إذا وقعت في الرحم مكثت نطفة أربعين يوما ثم تكون علقة أربعين يوما ثم مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليها ملكا فيقول يا رب أذكر أم أنثى اشقي أم سعيد الحديث بطوله على اختلاف ألفاظه وفي مسند ابن سنجر حديث أن الله سبحانه يخلق عظام الجنين وغضاريفه من مني الرجل ولحمه وشحمه وسائر ذلك من مني المرأة وصور بناء مبالغة من صار يصور إذا أمال وثنى إلى حال ما فلما كان التصوير إمالة إلى حال وإثباتا فيها جاء بناؤه على المبالغة والكتاب في هذه لآية القرآن بإجماع والمحكمات المفصلات المبينات الثابتات الأحكام والمتشابهات هي التي تحتاج إلى نظر وتأويل ويظهر فيها ببادى النظر إما تعارض مع أخرى وإما مع العقل إلى غير ذلك من أنواع التشابه فهذا الشبه الذي من أجله توصف بمتشابهات إنما هو بينها وبين المعاني الفاسدة التي يظنها اهل الزيغ ومن لم ينعم النظر وهذا نحو الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات أي يكون الشيء حراما في نفسه فيشبه عند من لم ينعم النظر شيئا حلالا وكذلك الآية يكون لها في نفسها معنى صحيح فيشبه عند من لم ينعم النظر أو عند الزائغ معنى آخر فاسدا فربما أراد الإعتراض به على كتاب الله هذا عندي معنى الإحكام والتشابه في هذه الآية قال ع وأحسن ما قيل في هذه الآية قول محمد بن جعفر بن الزبير أن المحكمات هي التي فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه والمتشابهات لها تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد قال ابن الحاجب في منتهى الوصول مسألة في القرآن محكم ومتشابه قال تعالى منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فالمحكم المتضح المعنى قال الرهوني يعني نصا كان أو ظاهرا والمتشابه مقابلة إما للاشتراك مثل ثلاثة قروء أو للإجمال مثل الذي بيده عقدة النكاح وما ظاهره التشبيه مثل من روحي وأيدينا وبيدي وبيمينه ويستهزىء ومكر الله ونحوه والظاهر الوقف على والراسخون في العلم لأن الخطاب بما لا يفهم بعيد انتهى قال الرهوني وسمى ما ذكر متشابها لاشتباهه على السامع قال الرهوني والحق الوقف على وما يعلم تأويله إلا الله وهو المروي عن جماعة منهم ابن عباس وابن عمر وابن مسعود ومالك وغيرهم وفي مصحف أبي وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به ا ه وقوله تعالى هن أم الكتاب أي معظم الكتاب وعمدة ما فيه إذ المحكم في آيات الله كثير قد فصل ولم يفرط في شيء منه قال يحيى بن يعمر كما يقال لمكة أم القرى قال ع وكما يقال أم الراس لمجتمع الشؤن فجميع المحكم هو ام الكتاب ومعنى الآية الإنحاء على أهل الزيغ والمذمة لهم والإشارة بذلك أولا إلى نصارى نجران وإلى اليهود الذين كانوا معاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا يعترضون معاني القرآن ثم يعم بعد ذلك كل زائع فذكر تعالى أنه نزل الكتاب على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إفضالا منه ونعمة وإن محكمه وبينه الذي لا اعتراض فيه هو معظمه والغالب فيه وأن متشابهه الذي يحتمل التأويل ويحتاج إلى التفهم هو أقله ثم إن أهل الزيغ يتركون المحكم الذي فيه غنيتهم ويتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وأن يفسدوا ذات البين ويردوا الناس إلى زيغهم م قال أبو البقاء وآخر معطوف على آيات ومتشابهات نعت لآخر ا ه وقوله تعالى الذين في قلوبهم زيغ يعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل صاحب بدعة والزيغ الميل وابتغاء نصب على المفعول من أجله ومعناه طلب الفتنة قال الربيع الفتنة هنا الشرك وقال مجاهد الفتنة الشبهات واللبس على المؤمنين ثم قال وابتغاء تأويله والتأويل هو مرد الكلام ومرجعه والشيء الذي يقف عليه من المعاني وهو من آل يؤل إذا رجع فالمعنى وطلب تأويله على منازعهم الفاسدة هذا في ماله تأويل حسن وإن كان مما لا يتأول بل يوقف فيه كالكلام في معنى الروح ونحوه فنفس طلب تأويله هو اتباع ما تشابه ثم قال تعالى وما يعلم تأويله إلا الله أي وما يعلم تأويله على الكمال إلا الله سبحانه واختلف في قوله والراسخون في العلم فرأت فرقة أن رفع الراسخين هو بالعطف على اسم الله عز وجل وأنه مع علمهم بالمتشابه يقولون آمنا به وقالت طائفة أخرى والراسخون رفع بالابتداء وهو مقطوع من الكلام الأول وخبره يقولون والمنفرد بعلم المتشابه هو الله وحده قال ع وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق وذلك أن الله تعالى قسم أي الكتاب قسمين محكما ومتشابها فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب لا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شيء يلبس ويستوي في علمه الراسخ وغيره والمتشابه على نوعين منه مالا يعلم البتة كأمر الروح وآماد المغيبات التي قد اعلم الله بوقوعها إلى سائر ذلك ومنه ما يحمل على وجوه في اللغة ومناح في كلام العرب فيتأول ويعلم تأويله ولا يسمى أحد راسخا إلا أن يعلم من هذا النوع كثيرا بحسب ما قدر له فمن قال أن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه فمراده النوع الثاني الذي ذكرناه ومن قال أن الراسخين لا يعلمون تأويله فمراده النوع الأول كأمر الروح ووقت الساعة لكن تخصيصه المتشابه بهذا النوع غير صحيح بل هما نوعان كما ذكرنا والضمير في تأويله عائد على جميع متشابه القرآن وهما نوعان كما ذكرنا والرسوخ الثبوت في الشيء وسئل النبي صلى الله لعيه وسلم عن الراسخين في العلم فقال هو من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه قلت ومن جامع العتبية وسئل مالك عن تفسير الراسخين في العلم فقال العالمون العاملون بما علموا المتبعون له قال ابن رشد قول مالك هذا هو معنى ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل من الراسخ في العلم فقال من برت يمينه وصدق لسانه واستقام به قلبه وعف بطنه فذلك الراسخ في العلم قال ابن رشد ويشهد لصحة هذا قول الله عز وجل إنما يخشى الله من عباده العلماء لأنه كلام يدل على أن من لم يخش الله فليس بعالم انتهى قلت وقد جاء في فضل العلم آثار كثيرة فمن احسنها ما رواه أبو عمر بن عبد البر بسنده عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الاخلاء ويرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم ويقتدي بفعالهم وينتهي إلى رأيهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة الفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام هو أمام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء قال أبو عمر هكذا حدثنيه عبيد بن محمد مرفوعا بالإسناد الذي رويناه به عنه وهو حديث حسن جدا ولكن ليس له إسناد قوي ورويناه من طرق شتى موقوفا على معاذ انتهى من كتاب فضل العلم قال الشيخ العارف أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف اللجاءي رحمه الله ومن علامة نور العلم إذا حل بالقلب المعرفة والمراقبة والحياء والتوبة والورع والزهد والتوكل والصبر والرضى والأنس والمجاهدة والضمت والخوف والرجاء والقناعة وذكر الموت ا ه وقوله تعالى كل من عند ربنا فيه ضمير عائد على كتاب الله محكمه ومتشابهه والتقدير كله من عند ربنا ثم قال تعالى وما يذكر إلا أولوا الألباب أي ما يقول هذا ويؤمن ويقف حيث وقف ويدع اتباع المتشابه إلا ذو لب وهو العقل وأولوا جمع ذو وقوله تعالى ربنا لا تزغ قلوبنا الآية لما ذكر الله سبحانه أهل الزيغ وذكر نقيضهم وظهر ما بين الحالتين عقب ذلك بأن علم عباده الدعاء اليه في أن لا يكونوا من الطائفة الذميمة التي ذكرت وهم اهل الزيغ ويحتمل أن يكون هذا من تمام قول الراسخين وتزغ معناه تمل قلوبنا عن الهدى والحق ومن لدنك معناه من عندك تفضلا لا عن سبب منا ولا عمل وفي هذا استسلام وتطارح والمراد هب لنا نعيما صادرا عن الرحمة وقوله تعالى ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إقرار بالبعث ليوم القيامة والريب الشك والمعنى أنه في نفسه حق لا ريب فيه وقوله تعالى إن الله لا يخلف الميعاد يحتمل أن يكون إخبارا منه سبحانه لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته ويحتمل أن يكون حكاية من قول الداعين ففي ذلك إقرار بصفة ذات الله تعالى والميعاد من الوعد وقوله تعالى إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا الآية الإشارة بالآية إلى معاصري النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يفخرون بأموالهم وأبنائهم وهي بعد متناولة كل كافر والوقود بفتح الواو كل ما يحترق في النار من حطب ونحوه والدأب والدأب بسكون الهمزة وفتحها مصدر دأب يدأب إذا لازم فعل شيء ودام عليه مجتهدا فيه ويقال للعادة دأب والمعنى في الآية تشبيه هؤلاء في لزومهم الكفر ودوامهم عليه بأولائك المتقدمين وآخر الآية يقتضي الوعيد بأن يصيب هؤلاء ما أصاب اولائك والكاف في قوله كدأب في موضع رفع والتقدير دأبهم كداب والضمير في قبلهم عائد على آل فرعون ويحتمل على معاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار وقوله كذبوا بآياتنا يحتمل أن يريد المتلوة ويحتمل أن يريد العلامات المنصوبة وقوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون الآية اختلف في تعيين هؤلاء الذين امر صلى الله عليه وسلم بالقول لهم فقيل هم جميع معاصريه أمر أن يقول لهم هذا الذي فيه إعلام بغيب فوقع بحمد الله كذلك فغلبوا وصار من مات منهم على الكفر إلى جهنم وتظاهرت روايات عن ابن عباس وغيره بأن المراد يهود المدينة لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر جمعهم وقال يا معشر يهود أسلموا من قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا تغرنك نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا اغمارا لا يعرفون القتال انك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس فأنزل الله فيهم هذه الآية والحشر الجمع والإحضار وقوله تعالى وبيس المهاد يعنى جهنم هذا ظاهر الآية وقال مجاهد المعنى بيس ما مهدوا لأنفسهم قال ع فكان المعنى وبيس فعلهم الذي أداهم إلى جهنم وقوله تعالى قد كان لكم آية في فئتين الآية تحتمل أن يخاطب بها المؤمنون تثبيتا لنفوسهم وتشجيعا لها وأن يخاطب بها جميع الكفار وأن يخاطب بها يهود المدينة وبكل احتمال منها قد قال قوم وقرىء شاذا ترونهم بضم التاء فكأن معناها أن اعتقاد التضعيف في جمع الكفار إنما كان تخمينا وظنا لا يقينا وذلك أن أرى بضم الهمزة تقولها فيما بقي عندك فيه نظر وأرى بفتح الهمزة تقولها في ما قد صح نظرك فيه ونحا هذا المنحى أبو الفتح وهو صحيح والمراد بالفئتين جماعة المؤمنين وجماعة الكفار ببدر قال ع ولا خلاف أن الإشارة بهاتين الفئتين هي إلى يوم بدر ويؤيد معناه يقوي من الأيد وهو القوة وقوله تعالى زين للناس حب الشهوات الآية هذه الآية ابتداء وعظ لجميع الناس وفي ضمن ذلك توبيخ والشهوات ذميمة واتباعها مرد وطاعتها مهلكة وقد قال صلى الله عليه وسلم حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره فحسبك أن النار حفت بها فمن واقعها خلص إلى النار قلت وقد جاءت احاديث كثيرة في التزهيد في الدنيا ذكرنا من صحيحها وحسنها في هذا المختصر جملة صالحة لا توجد في غيره من التفاسير فعليك بتحصيله فتطلع فيه على جواهر نفيسة لا توجد مجموعة في غيره كما هي بحمد الله حاصلة فيه وكيف لا يكون هذا المختصر فائقا في الحسن واحاديثه بحمد الله مختارة اكثرها من اصول الإسلام الستة البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنساءي وابن ماجه فهذه أصول الإسلام ثم من غيرها كصحيح ابن حبان وصحيح الحاكم اعنى المستدرك على الصحيحين وأبي عوانة وابن خزيمة والدارمي والموطأ وغيرها من المسانيد المشهورة بين ائمة الحديث حسبما هو معلوم في علم الحديث وقصدي من هذا نصح من اطلع على هذا الكتاب أن يعلم قدر ما أنعم الله به عليه فإن التحدث بالنعم شكر ولنرجع الى ما قصدناه من نقل الاحاديث روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أردت اللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلفي ثوبا حتى ترقعيه حديث غريب وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن البذاذة من الإيمان خرجه أبو داود وقد نقله البغوي في مصابيحه والبذاذة هي رث الهيئة ا ه والقناطير جمع قنطار وهو العقدة الكثيرة من المال واختلف الناس في تحرير حده واصح الأقوال فيه ما رواه أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال القنطار ألف ومائتا أوقية لكن القنطار على هذا يختلف باختلاف البلاد في قدر الأوقية وقوله المقنطرة قال الطبري
Страница 249