285

Драгоценные жемчужины в толковании Корана

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Жанры

قال ع فغنيت في المكان إنما يقال في الإقامة التي هي مقترنة بتنعم وعيش مرضي وقوله يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم كلام يقتضي حزنا وإشفاقا لما رأى هلاك قومه إذ كان أمله فيهم غير ذلك ولما وجد في نفسه ذلك طلب أن يثير في نفسه سبب التسلى عنهم فجعل يعدد معاصيهم وإعراضهم ثم قال لنفسه لما نظر وفكر فكيف أسى على قوم كافرين ونحو هذا قوله صلى الله عليه وسلم لأهل قليب بدر وأسى معناه احزن قال مكي وسار شعيب بمن معه حتى سكن مكة إلى أن ماتوا بها

وقوله سبحانه وما أرسلنا في قرية من بني إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون أخبر سبحانه أنه ما بعث نبيا في قرية وهي المدينة إلا أخذ أهلها المكذبين له بالبأساء وهي المصائب في المال وعوارض الزمن والضراء وهي المصائب في البدن كالأمراض ونحوها لعلهم يضرعون أي ينقادون إلى الإيمان وهكذا قولهم الحمى أضرعتني لك ثم بدلنا مكان السيئة وهي البأساء والضراء الحسنة وهي البأساء والضراء الحسنة وهي السراء والنعمة حتى عفوا معناه حتى كثروا يقال عفا النبات والريش إذا كثر نباته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولما بدل الله حالهم بالخير لطفا بهم فنموا رأوا أن إصابة الضراء والسراء إنما هي بالاتفاق وليست بقصد كما يخبر به النبيء واعتقدوا أن ما أصابهم من ذلك إنما هو كالاتفاق الذي كان لآبائهم فجعلوه مثالا أي قد أصاب هذا آبائنا فلا ينبغي لنا أن ننكره ثم أخبر سبحانه أنه أخذ هذه الطوائف اللتي هذا معتقدها وقوله بغتة أي فجأة وأخذة أسف وبطشا للشقاء السابق لهم في قديم علمه سبحانه

وقوله تعالى ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض أي من بركات المطر والنبات وتسخير الرياح والشمس والقمر في مصالح العباد وهذا بحسب ما يدركه نظر البشر ولله سبحانه خدام غير ذلك لا يحصى عددهم وما في علم الله أكثر

Страница 39