159

Драгоценности толкований

جواهر التفسير

Жанры

والذي يلاحظ أن الأمر بالصلاة في القرآن لم يأت بلفظ صلوا، وكذلك الثناء لم يكن للمصلين من غير اقتران بذكر إقامة الصلاة، أو المحافظة والمداومة عليها، بل نجد أن الأمر أكثر ما يكون بإقامة الصلاة، وقد يأتي بلفظ المحافظة عليها كما في قوله عز من قائل:

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى..

[البقرة: 238]، وكذلك الثناء يختص بالمقيمي الصلاة والمحافظين عليها، والمراد بكل من إقامة الصلاة والمحافظة عليها؛ الإتيان بها مستكملة جميع أركانها وهيئاتها وآدابها الظاهرة والباطنة، بل مدلولهما الحقيقي توفية الصلاة حقها والقيام بكل لوازمها. والدليل على أن ذلك هو المراد بالإقامة قوله تعالى:

يأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل

[المائدة: 68] أي حتى توفوهما حقهما من العلم والعمل، وقوله تعالى:

ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ومآ أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم

[المائدة: 66]، وفي هذا ما يكفي دليلا على أن الصلاة التي أمر بها الناس، والتي أثنى الله بها على عباده المؤمنين؛ هي الصلاة التامة الأركان، المستوفية الشروط، المعتدلة الهيئات، الممتزجة بروحها وهي الخشوع.

وذكر أئمة التفسير وجوها في معنى الإقامة غايتها واحدة، وإن اختلفت ألفاظها باختلاف أنظار قائليها.

أحدها: أن المراد بها الإتيان بها مستوية، كالجسم القائم الذي لا انحناء فيه.

ثانيها: أنها بمعنى المداومة عليها؛ من قولهم قام على الشيء إذا داوم عليه، واستدل له بقوله تعالى:

Неизвестная страница