إذا مات من أشياخنا ذو جلالة ... يقوم جليل بعد ذاك مؤيدا يطول بفصل لا بأصل لغيره ... ويعلو بجد لا بجد له ندا
ويسمو بطول لا بطول لذي علا ... يعد به فضلا وافتخارا وسؤددا
فمجد اكتساب ذاك أفضل للفتى ... من الإرث عن من كان قدما ممجدا
إذا لم يكن محمود فضل وسيرة ... فلن يرتقي مجد المعالي المشيدا
قلت: وقد أبعدنا في الخروج عن حيز مقصود الاختصار، إلى حيز التطويل والإكثار، فلنثن العنان عن التوغل في هذا الميدان، ولنرجع إلى ما كنا بصدده الآن.
اعلم: أن مرادي بالسادة في البيت المذكور، هم المشايخ العارفون
الأولياء المقربون، الذين هم لعلوم المعارف والأسرار محققون، وبهذه الأوصاف المذكورة في السيادة وغيرها من المحاسن متحققون.
فإن الكرم والشجاعة وغيرهما من أوصاف السيادة المذكورة، وغيرها، قطرة من فيض أنهار مقاماتهم الألف مشكورة، المستمدة في جريها إلى عيون كل مريد بهم يقتدي من اليم الزاخر الرجاف، الخضم التيار الطامي، البحر اللجي المواج المتلاطم المحمدي، الذي بلغت محاسن أخلاقه مئة وستة وعشر من قول بعض المتتبعين لها، وليس يحصيها عد معدد، والذي جمعت بين أسماء البحر العشرة على وجه الإيجاز، حيث أقول حقا غير معتد:
Страница 19