Сокровища красоты в толковании Корана
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Жанры
قال * ع *: وسبب هذه الآية؛ أن سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت رجلا له جمل، ومتيع، وقيل: غنيمة، فسلم على القوم، وقال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فحمل عليه أحدهم، فقتله، واختلف في تعيين القاتل والمقتول في هذه النازلة، والذي عليه الأكثر، وهو في سير ابن إسحاق، وفي مصنف أبي داود وغيرهما؛ أن القاتل محلم بن جثامة، والمقتول عامر بن الأضبط، ولا خلاف أن الذي لفظته الأرض، حين مات، هو محلم بن جثامة، وقرأ جمهور السبعة: «فتبينوا»، وقرأ حمزة والكسائي: «فتثبتوا» (بالثاء المثلثة) في الموضعين هنا، وفي «الحجرات»، وقرأ نافع وغيره: «السلم»، ومعناه: الاستسلام، أي: ألقى بيده، واستسلم لكم، وأظهر دعوتكم، وقرأ باقي السبعة: «السلام» (بالألف)، يريد: سلام ذلك المقتول على السرية؛ لأن سلامه بتحية الإسلام مؤذن بطاعته، وانقياده، وفي بعض طرق عاصم: «السلم» بكسر السين المشددة، وسكون اللام ، وهو الصلح، والمعنى المراد بهذه الثلاثة متقارب، وقرىء: «لست مؤمنا» بفتح الميم أي: لسنا نؤمنك.
وقوله تعالى: { فعند الله مغانم كثيرة }: عدة منه سبحانه بما يأتي به من فضله؛ من الحلال دون ارتكاب محظور، أي: فلا تتهافتوا.
واختلف في قوله: { كذلك كنتم من قبل }.
فقال ابن جبير: معناه: كذلك كنتم مستخفين من قومكم بإسلامكم، فمن الله عليكم بإعزاز دينكم، وإظهار شريعتكم، فهم الآن كذلك كل واحد منهم خائف من قومه، متربص أن يصل إليكم، فلم يصلح إذا وصل أن تقتلوه حتى تتبينوا أمره، وقال ابن زيد: المعنى: كذلك كنتم كفرة، فمن الله عليكم بأن أسلمتم، فلا تنكروا أن يكون هو كافرا، ثم يسلم لحينه، ثم وكد تبارك وتعالى الوصية بالتبين، وأعلم أنه خبير بما يعمله العباد، وذلك منه خبر يتضمن تحذيرا منه سبحانه، أي: فاحفظوا أنفسكم، وجنبوا الزلل الموبق لكم.
[4.95-96]
وقوله تعالى: { لا يستوي القعدون من المؤمنين غير أولي الضرر... } الآية: في قوله تعالى: { لا يستوي } إبهام على السامع، وهو أبلغ من تحديد المنزلة التي بين المجاهد والقاعد، فالمتأمل يمشي مع فكرته، ولا يزال يتخيل الدرجات بينهما، والقاعدون عبارة عن المتخلفين.
قلت: وخرج أبو بكر بن الخطيب بسنده، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن في الجنة شجرة تخرج من أعلاها الحلل، ومن أسفلها خيل بلق من ذهب مسرجة ملجمة بالدر والياقوت، لا تروث، ولا تبول، ذوات أجنحة، فيجلس عليها أولياء الله؛ فتطير بهم حيث شاءوا ، فيقول الذين أسفل منهم: يأهل الجنة، ناصفونا، يا رب، ما بلغ هؤلاء هذه الكرامة؟! فيقول الله تعالى: إنهم كانوا يصومون، وكنتم تفطرون، وكانوا يقومون بالليل وكنتم تنامون، وكانوا ينفقون، وكنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون العدو وكنتم تجبنون "
انتهى.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة: «غير» - بالرفع - صفة للقاعدين، وقرأ نافع وغيره: «غير» - بالنصب - استثناء من القاعدين، وروي من غير ما طريق؛ أن الآية نزلت: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون»، فجاء ابن أم مكتوم، حين سمعها، فقال: يا رسول الله، هل من رخصة، فإني ضرير البصر، فنزلت عند ذلك؛ { غير أولي الضرر } ، قال الفلتان بن عاصم (رضي الله عنه)؛ كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل عليه، وكان إذا أوحي إليه، دام بصره مفتوحة عيناه، وفرغ سمعه وبصره لما يأتيه من الله، وكنا نعرف ذلك في وجهه، قال: فلما فرغ، قال للكاتب: اكتب: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون...» إلى آخر الآية، قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله، ما ذنبنا؟ قال: فأنزل الله على رسوله، فقلنا للأعمى: إنه ينزل عليه، قال: فخاف أن ينزل فيه شيء، فبقي قائما مكانه، يقول: أتوب إلى رسول الله، حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال للكاتب: اكتب: { غير أولي الضرر } ، وأهل الضرر: هم أهل الأعذار، إذ قد أضرت بهم؛ حتى منعتهم الجهاد؛ قاله ابن عباس وغيره.
Неизвестная страница