فإن أولى ما بذلت فيه المهج الغوالي، وأنهج ما سلكت فيه المناهج العوالي، وأعلى ما تصرمت فيه الأيام والليالي، وأعلى ما أنفقت فيه الجواهر واللآلي تعلم العلم الشريف وتعليمه وتفهم ما أشكل منه وتفهيمه وفتح ما أغلق منه وتبيينه خصوصا الأحكام الشريعية الفقهية والعلوم الدينية ولاسيما الأحاديث النبوية من ضبطها حرفا ومن معرفة صحيحها وحسنها وضعيفها وغير ذلك عرفا ثم طلب الإجازة فيها بل في كل العلوم كما هو معلوم عند كل حاذق وفاضل مفهوم، ولاسما طلب الأسانيد العالية على ما عرف في الأزمنة الخالية فكانوا يعتنون بعلو الإسناد، لأن عليه في الرواية الإعتماد، إذ معظم مدار // ٧ // الأحكام الشرعية عملية كانت أو علمية على علم الحديث متنا واسنادا وفهما واتقانا وانتقادا غير أن هذا المرام عظيم الخطر عند أهل الحديث والأثر كيف وقد قال سيد البشر اتقوا الحديث إلا ما علمتم رواه البخاري بسند عن عبد الله بن عمر – رضي الله تعالى عنهما –لكن الإمتثال لأمره أمثل وأقوم حيث قال ﷺ: بلغوا عني ولوأية. رواه البخاري عن ابن عمر – ﵄ – أيضا وقال قال ﷺ: نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه الحديث رواه الترمذي من حديث ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه – وقال حسن صحيح.
1 / 3