الكتاب: الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي - مخطوط
المؤلف: محمد البديري الدمياطي الشافعي
المتوفى: ١١٤٠ هـ
//٢//
بسم الله الرحمان الرحيم
وثقتي به
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده شكرا، حمدا لمن رفع للعلماء بالسند العالي قدرا، وأنار منارهم فازدادوا بعزه عزا وفخرا فهنالك سعوا في تحصيله مسرعين منيبين إليه سرا وجهرا، ونالوا بسلوك مناهجه روضة المعاني مع حرز الأماني تيسيرا ونشرا، وزينوا القرآن بتجويدهم حروفه وقاموا بذلك لله تعالى خدمة وشكرا، وانجلت عليهم عن أيسر خبايا التفسير منذ رفعوا نقابا وكشفوا سترا فلله درهم فكم تزوجوا خدرا وكم افتضوا بكرا // ٣// فكيف لا وقد اغترفوا بمعالم التنزيل وخازن الكشاف من البحر نهرا، وذكروا أحاديث الحبيب فطابت لهم سماعا وذكرا، واعتنوا بها نقلا وضبطا ورواية ودراية وأنفقوا في ذلك عاما ودهرا، ومن أعظم إعتنائهم أن سافر أحدهم لحديث واحد شهرا، فسبحان من زادهم بذلك وبقرب السند قربا وفخرا، ونولهم من فضله تعالى كشف الغوامض حتى اتضح لهم كل مشكل غامض بعد أن كان عسرا، وسبحان من بصرهم بتبصرة تذكرته وكفاية كافيته فقاموا بالطاعة له شكرا، وصفاهم بصفوة الخلاصة وشفاهم بشفاعته من الخصاصة فلم يشكوا شيئا ولاضرا، ولهذا صاروافي قصب ميدان التوحيد يتسابقون على خيل أهل لاالسنة فرسا ومهرا، وفي مقاصد جوهرة عقائد أم البراهين يتنافسون وفي ذلك //٤ // فليتنافس المتنافسون عمرا، وحموا أذهانهم عن الخطأ بمنطق قضايا يقين البراهين فلا تجد بحماهم نكرا، وأتحفوه ببديع معاني الإستعارات عند حلول الشمس برج الحمل ويكون الطالع سعيدا بدرا.
أحمده سبحانه حمدا يملأ الخافقين مدة دوام الملوين برا وبحرا على أن جعل العلوم النافعة كلها شريفة وجعل العمل بها مهرا، وأسكره شكرا تتضوع به روضة الثناء عليه وتفوح به لديه ندا وعطرا.
1 / 1
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، المنزه عن المحدثات مكانا ودهرا وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله إلى كافة المخلوقات طرا.
ختم الله به الرسالة ولم يجعل أحدا من خلقه مثاله وأبقى شريعته إلى الدار الآخرة وبعثه رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وحصنا حصينا بالبشرى. وبين لنا الحلال والحرام //٥ // بل سائر الأحكام فياله من انعام لا تحصى له قدرا.
وأكمل الله له الدين وجعل ملته سهلة سمحة يسرا. فهنيئا لمن تمسك بهذا الدين، واهتدى بهدي سيد المهتدين ليكون من أصحاب اليمين لا اليسرى، وفوزا وسعادة لمن أضحى داخلا في سلك عقد الإتصال بطلب سند الكمال من الرجال الذي هو من خصائص هذه الأمة فضلا وفخرا، فينال اتصالا وسندا وقربا من منبع العلوم و....كل موجود من الأنام ومعدوم وفضله على جميع العوالم معلوم مكانة وقدرا.
اللهم صل وسلم عليه وزده شرفا وكرما لديه وعلى آله المنسوبين إليه باطنا وظهرا، وعلى أصحابه الذين أتقنوا أحكام الدين وبينوا الحلال والحرام أحسن التبيين حتى أضحت الشريعة واضحة غرا، صلاة وسلاما فائضي البركات عليهم وعلينا بهم معهم طرا بكرا وعصرا // ٦ // ما طلب البارع الفضيل المصفى النبيل أسانيد الإتصال لينال بها شرفا ويشرح الله له بها صدرا.
أما بعد:
1 / 2
فإن أولى ما بذلت فيه المهج الغوالي، وأنهج ما سلكت فيه المناهج العوالي، وأعلى ما تصرمت فيه الأيام والليالي، وأعلى ما أنفقت فيه الجواهر واللآلي تعلم العلم الشريف وتعليمه وتفهم ما أشكل منه وتفهيمه وفتح ما أغلق منه وتبيينه خصوصا الأحكام الشريعية الفقهية والعلوم الدينية ولاسيما الأحاديث النبوية من ضبطها حرفا ومن معرفة صحيحها وحسنها وضعيفها وغير ذلك عرفا ثم طلب الإجازة فيها بل في كل العلوم كما هو معلوم عند كل حاذق وفاضل مفهوم، ولاسما طلب الأسانيد العالية على ما عرف في الأزمنة الخالية فكانوا يعتنون بعلو الإسناد، لأن عليه في الرواية الإعتماد، إذ معظم مدار // ٧ // الأحكام الشرعية عملية كانت أو علمية على علم الحديث متنا واسنادا وفهما واتقانا وانتقادا غير أن هذا المرام عظيم الخطر عند أهل الحديث والأثر كيف وقد قال سيد البشر اتقوا الحديث إلا ما علمتم رواه البخاري بسند عن عبد الله بن عمر – رضي الله تعالى عنهما –لكن الإمتثال لأمره أمثل وأقوم حيث قال ﷺ: بلغوا عني ولوأية. رواه البخاري عن ابن عمر – ﵄ – أيضا وقال قال ﷺ: نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه الحديث رواه الترمذي من حديث ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه – وقال حسن صحيح.
1 / 3
وقال ﷺ: اللهم ارحم خلفائي الذين يروون أحاديثي ويعلمونها الناس. رواه الطبراني من حديث عبد الله بن مسعود أيضا فلذلك طلب مني جمع من الفضلاء القائمين // ٨ // وطائفة من النبلاء المحصلين أن أكتب لهم ثبتا عميدا ليكون لهم سندا سديدا أذكر فيه أشياخي فأشياخهم فمن فوقهم إلى انتهاء الأسانيد سواء القريب منها والبعيد على وجه مفصل محرر مفيد مع ضبط بعض الأسماء وتقييد الشريد ليكون سندا معتمدا لمن حضرني من الطالبين ولمن سألني الإجازة من العلماء العاملين المحصلين، اللهم شيد بهم أركان الدين يارب العالمين واجلهم رحمة للأنام وأعل بهم ذروة سنام الإسلام وكذا من سمع مني مسألة ولو أية أو تلقى عني حديثا ولو رواية.
1 / 4
بل قد أجزت أيضا بكل ما يحل لي وعني أهل زماني على التمام اقتداء بمن سبقني من الأئمة الأعلام كما سيأتي التنبيه بالإشارة إليه لكن شتان ما بين مجتهد وكسلان ويقظان ونومان فليس من قرأ البخاري أو سمعه كمن تلقاه كله وجمعه وليس من عليه // ٩ // اقتصر كمن سمع الكتب الستة وانتصر وليس من اقتصر على الستة كمن زاد عليها سماع ما يأتي بيانه البتة لكن الجماعة الذين سألوني وعلى تحصيل ذلك حثوني منهم من في مذهب إمامنا الشافعي – ﵁ – وافقوني،فالإجازة لهم عامة في الأحاديث النبوية والعلوم الشرعية فقهية كانت أو علمية أوعملية أو تفسيرية أو آلية ومنهم غير الشافعية فأجزتهم إجازة عامة سنية في أي زمان وأي مكان وأي علم إلا المسائل الفقهية فإنه لايتقن المذهب إلا أهله ولا يتولى على الفرع إلا أصله ثم إني أوصي كل مجاز بالتقوى والإخلاص فإنه سبب الخلاص يوم لا تحين مناص، إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا أي نورا قلبيا تفرقون به وهو العلم الذوقي عند أرباب القلوب ويرشد إليه قوله ﷺ من عمل بما علم ورثه الله علم ما علم يعلم // ١٠ // واعلم أن طالب العلم يتعين عليه أن يقصد بتعلمه العمل به وإلا كان حجة عليه وأنه إذا لم يعمل بعلمه كان كالشمعة ينفع الغير ويحرق نفسه وانظر إلى قول بن رسلان عليه رحمة الرحمان.
1 / 5
وعالم بعلمه لم يعملن، معذب من قبل عابد الوثن والأخبار والأوثان في هذا المعنى كثيرة مدونة في مجالها شهيرة وإنما أشرت إلى ذلك بهذه الإشارة القصيرة ليكون الطالب من أول أمره على بصيرة فإن الإنسان لاينفعه عند الميزان إلا مزيد الإيمان فنسأل الله تعالى الأمان الأمان لكن بحمد الله رئي الإكرام أن الطالبين مني لهذا المرام ظهرت عليهم لوائح الإخلاص التي هي من شيم الخواص فلذا رأيت إجابتهم لمطلوبهم صوابا راجيا من الله تعالى بذلك معونة وثوابا ولما في ذلك من الرغبة في نشر السنة الشريفة ورفع أعلامها المنيفة // ١١ // وحرصا على دوام سلسلة الإسناد التي هي من خواص هذه الأمة المحمدية إلى يوم المعاد فإن ذلك من الأعمال الباقية ومن الإنقطاع لمحصلها واقية ولذا قيل مشايخ الإنسان آباؤه في الدين ووصلة بينه وبين رب العالمين وقال بعضهم مشيرا إليه أنه كالسلم يصعد عليه
وقال بعض الأعلام إن السند في يد الطالب كالحسام وهو معنى قول بعض الأفاضل أنه كالسيف للمقاتل وفي أول صحيح الإمام مسلم عن عبد الله بن المبارك الذي تنزل الرحمة عند ذكره – رحمه الله تعالى – وبارك أنه قال الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء فلذا بادرت العلماء إلى تحصيله.
وقال إمامنا الشافعي – ﵁ – الذي يطلب الحديث بلا سند كحاطب ليل يحمل الحطب وبه أفعى وهو لايدري.
1 / 6
وقال الإمام الطوسي – رحمه الله تعالى – قرب الأسانيد قرب من الله ﷿ // والأثار في هذه كثيرة وبالجملة ففضائل الأسانيد مشهورة وفيما ذكر كفاية لمن لاحظته عناية ولئن منّ الله تعالى بإتمام هذا الثبت الأنبق وبما ند كشته يد التنميق والتدقيق فهو جدير بأن يسمى بالجواهر الغوالي في بيان الأسانيد العوالي جعله الله خالصا لوجهه الكريم ونفع به من تلقاه بقلب سليم فأقول وبالله المستعان وإليه تفويضي وعليه التكلان قد أخذت علم التفسير الذي هو أجل العلوم من حيث تعلقه بكلام رب العزة ولذا قدمته على غيره، أخذ فهم وتحقيق وبحث وتدقيق وتثبت وإمعان وإحكام وإتقان عن أئمة أعلام وجهابذة كرام من أجلهم سيبويه زمانه وكشاف أوانه نور الدين أبو الضياء الشيخ علي الشبراملسي وأسانيده شهيرة والتفاسير كثيرة والمشهور منها معالم التنزيل للإمام البغوي محبي السنة أخذه // ١٢ // عن البرهان إبراهيم اللقاني المالكي عن أبي النجاء سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام ابن يحيى زكريا الأنصاري قطب زمانه فإنه تولى الخطابة في آخر عمره سبع سنين نفعنا الله ببركاته ومدنا بمدده آمين.
1 / 7
- ... عن العز عبد الرحيم بن أبي الفرات الحنفي عن الصلاح بن عمر عن الفخر علي بن أحمد عن فضل الله بن سعد التوقاني عن مؤلفه الحسين بن مسعود البغوي ومنها تفسير الإمام فخر الدين الرازي وهو من أجل التفاسير وأنفعها أرويه إجازة بالسند إلى شيخ الإسلام زكريا ابن محمد عن التقي محمد بن محمد بن فهد عن مجد الدين اللغوي عن سراج الدين القزويني عن القاضي بن أبي بكر محمد بن عبد الله التفتازاني عن شرف الدين أبي بكر محمد بن عبد الله الهروي عن المفسر الفخر الرازي محمد بن عمر ومنها تفسير الإمام الواحدي أرويه وسائر // ... ١٣// تصنيفاته إجازة بالسند إلى الحافظ الجلال السيوطي الآتي، قال: أخبرني بجميع تصنيفات الواحدي محمد بن مقبل بن علي بن يوسف الحراوي عن الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عن أبي الحسن بن المقير عن أبي الفضل أحمد بن طاهر عن الهيثمي عن المفسر أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ومنها تفسير ابن عطية المشهور أرويه إجازة بالسند إلى زكريا الأنصاري عن صالح البلقيني عن والده عن أثير الدين أبي حيان قال: أنبأنا أبو الحسن ابن أبي عامر الأشعري عن أبي الحسن علي بن أحمد عن المفسر الحافظ أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية جعل الله تعالى درجته عنده علية ومنها الكشاف للإمام الفهامة محمود الزمخشري فيرويه شيخنا المذكور عن شيخه إبراهيم اللقاني عن محمد بن محمد العقيلي البهنسي عن أبي الحسن البكري عن الزين زكريا عن // ١٤ // العز عبد الرحيم عن الحافظ أبي عمر عبد العزيز الشهير بابن جماعة عن أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر عن زينب بنت عبد الرحمان الشعري عن مؤلفه محمود بن عمر الزمخشري ومنها تفسير القاضي ناصر الدين الشهير بالبيضاوي المسمى بأنوار التنزيل وأسرار التأويل وكذا سائر تصنيفاته كالطوابع والمنهاج وغاية القصوى في الرواية والفتوى وشرح المصابيح فأروي بعضا منها قراءة ولاسيما التفسير على شيخنا الشبراملسي وإجازة
1 / 8
منه لسائرها وهو يرويها عن شيخه البرهان عن سالم بن محمد عن النجم محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري عن الفضل المرجاني عن أبي هريرة عبد الرحمان الشهير بالذهبي عن عمر بن إلياس المراغي عن الإمام العمدة الهمام ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي ح وأرويها أيضا قراءة لبعضها // ١٥ // وإجازة لسائرها عن شيخنا المنلا إبراهيم الكردي ثم المدني عمت بركاته قال رحمه الله تعالى: سمعت من تفسيره من أوله إلى تمام جزء من البقرة على الأستاذ الزاهد منلا محمد شريف بن منلا يوسف الكوداني الصديقي ببغداد سنة ١٠٥٥وقبل هذا سمعت عليه أطرافا بالبلاد وبإجازته عن الفقيه علي بن محمد الحكمي عن الشهاب أحمد بن حجر الهيتمي عن شيخ الإسلام زكريا عن النجم عمر بن فهد عن الجمال المرشدي عن حسام الدين بن علي بن الحسن الأبيودي عن شهاب الدين أحمد الكردي عن نور الدين الأربلي عن زين الدين التبريزي عن ناصر الدين البيضاوي عمت بركاته وأما تفاسير أبي حيان الثلاثة المسماة بالبحر وبالنهر وبالساقية فيرويها شيخنا الشبراملسي عن سيدي علي الأجهوري المالكي الشهير بالولاية والكرامات عن عمر بن الجاي عن أبي الفضل // ١٦ // الجلال السيوطي عن العالم صالح بن عمر البلقيني عن والده عن مؤلفها هو الحافظ أثير الدين أبي حيان، وأما تفسير الجلالين، الجلال المحلي وهو الذي فسر نصف القرآن الآخير والجلال السيوطي وهو الذي فسر النصف الأول بعد موت المحلي رحمهما الله تعالى فإن شيخنا المذكور يرويه بل والتفسير المشهور بالدر المنثور وكذا الجامع الكبير والجامع الصغير في أحاديث البشير النذير وغير ذلك من تصنيفات الجلال السيوطي رحمه الله تعالى عن جماعة أجلاء منهم الشيخ علي الحلبي صاحب السيرة الشهيرة ومنهم الشيخ علي الأجهوري المالكي بحق رواية الشيخ علي الحلبي عن شيخه شيخ الشافعية على الإطلاق وولي الله تعالى بالإتفاق الشيخ نور الدين علي الزيادي رحمه الله تعالى
1 / 9
الهادي وبحق روايته أيضا عن البرهان العلقمي أما الشيخ // ١٧ // الزيادي فعن الشيخ العفيف السيد الشريف يوسف الأرميوني عن الجلال عبد الرحمن السيوطي، وأما البرهان العلقمي عن أخيه شمس العلماء الأعلام محمد مؤلف الحاشية عن الجلال نفعنا الله تعالى ببركتهم في كل حال وأما الجلال المحلي فيروي شيخنا تفسيره المذكور وباقي مؤلفاته فقهية وغيرها عن شيخه علي الحلبي عن النور الزيادي عن الشمس الرملي عن شيخ الإسلام زكريا عن الجلال أحمد وإنما عممت السند هنا في التفسير والأحاديث وغير ذلك ردما للإختصار وهو الشهير بالمحقق عند الإطلاق وبالسند المتقدم إلى الجلال السيوطي عن الجلال المحلي أيضا وهناك تفاسير أخرى كالخازن وتفسير القرطبي ومنلا أبي السعود والكواشي والنسفي والحدادي الحنفيين وتفاسير محيي الدين ابن العربي وغيرهما أرويها إجازة بالسند إلى شيخ الإسلام زكريا وسنده إليها معلوم محقق بالأصالة تركت //١٨// ذكرها خوف الإطالة وأما سند باقي مشايخي في التفسير كالمنلا إبراهيم الكردي ثم المدني العارف الرباني والعلامة المحقق الشهاب أحمد البشبيشي والفهامة المدقق شهاب الدين أحمد السندوبي وغيرهم فتركته لأجل الإختصار واكتفأ بالكبار ثم ثنيت وثلثت بعلم التجويد وعلم القراءات لتعلقها بالقرآن المجيد لمزيد البركات أيضا فقد أخذتهما عن أعلام من أجلهم شيخنا الشيخ زين الدين المنزلي أصلا الدمياطي منشأ الشافعي مذهبا قد قرأت عليه كتبا في علم التجويد وجمعت عليه السبعة من طريق الشاطبية في دمياط أخذ فهم وإتقان بحق أخذه لذلك عن شيخه الولي الصالح الشيخ سلطان المزاحي شيخ الجامع الأزهر في أوانه ثم لما جاورت في الأزهر سنة ١٠٨٢ اثنين وثمانين وألف وما بعد ذلك من السنين أخذت التجويد //١٩// والقرآات العشرة من طريق الشاطبية والدرة من أول القرآن إلى آخره عن البحرين الذين لاساحل لهما شيخنا الشبراملسي المذكور ضاعف الله له الأجور، وشيخنا
1 / 10
شيخ القراء الأزهري الشيخ محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري وختمت ذلك عليه في صحن الجامع الأزهر بجمع من العلماء ما بين كبير وأكبر على عادته وعادة أشياخه من قبله ثم جمعت عليه العشرة من طريق الطيبة من أول القرآن العظيم إلى قوله تعالى (قل أءنبئكم بخير) من سورة آل عمران وكل منهما قد أخذ ذلك على شيخه شيخ القراء الذي شاع فضله في الأفاق وانعقد على فضله وجلالته وضبط قراءته كلمة الوفاق الوثاق بربه الغني الشيخ عبد الرحمن زين الدين اليمني وهو قد أخذ ذلك عن والده نزيل الحرم النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام الشيخ شحاذة اليمني فقرأ عليه // ٢٠// من أول القرآن إلى قوله تعالى
1 / 11
(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) بسورة النساء فاخترمت المنية الشيخ شحاذة بالمدينة المنورة ودفن بجانب قبر سيدنا إبراهيم بن نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فختم الشيخ عبد الرحمن القراءة السبعة من المحل الذي وقف عليه إلى آخر القرآن على تلميذ والده الشيخ شهاب الدين بن عبد الحق بالأزهر ثم قرأ عليه أيضا ختمة كاملة للقراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ولما أن ختم عليه بحضرة جمع من العلماء والفضلاء بصحن الجامع الأزهر على عادة من سلف من مشايخه قام المنشد شنشد قصيدة مدحا في عبد الرحمن فكان من جملتها أن قال تلك بضاعة ردت إلى أهلها فاستفول الشيخ ابن عبد الحق بأن ذلك إشارة إلى قرب موته // ٢١ // فكان ذلك وقد أخذ الشيخ شحاذة اليمني عن محقق زمانه الشيخ ناصر الدين الطبلاوي وأخذ الطبلاوي عن قطب الغوث فريد الأنام شيخ الإسلام أبي زكريا الأنصاري عليه رحمة الباري وقد أخذ شيخ الإسلام عن الشيخ العمدة رضوان العقبي وأخذ الشيخ رضوان عن صاحب الفن على الإطلاق من شاع علمه وكتبه في الأفاق وساوى من سلفه وفاق في التجويد والقرآن بل وفي فن الحديث أيضا حتى صار من الحفاظ شمس الدين محمد بن محمد الجزري وسبب كونه من الحفاظ كما قال بعض أشياخي أنه قيل له ذات يوم أن علم القرآات كثير التعب قليل الجدوى وأنت ذهنك رائق وفهمك فائق ومن كان هكذا فعليه بعلم الحديث لسعته فاجتهد فيه حتى حفظ مئة ألف حديث بأسانيدها وألف في مصطلح //٢٢ // الحديث أرجوزة خمس مئة بيت أغزر علما من ألفية العراقي وشرحها السخاوي وغيرها. وقد شرعت أنا في شرحها أيضا.
1 / 12
وأخذ محمد بن الجزري عن أشياخ كثيرين بن منهم الشيخ محمد الشهير بابن أخت ولي الله فخر الدين إمام الجامع الأزهر وكان حسن الصوت نقل شيخنا البقري عنه أنه قرأ مرة وهو إمام في صلاة جهرية قوله تعالى (وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) إلى آخر الأية، فسقط على رأسه وهو في الصلاة طائر فمسك الطائر وإذا هو هدهد فتعجب الحاضرون من هذه الإتفاقية ومنهم الشيخ أبو بكر الشهير بابن اللبان وأخذ ابن اللبان عن الشيخ محمد بن رافع عن الشيخ محمد بن رافع عن الشيخ أحمد صهر الشيخ الشاطبي وأخذ الشيخ أحمد عن ولي الله تعالى الشيخ أبي القاسم الرعيني الشاطبي رحمه الله تعالى ونفعنا الله ببركاته وسند الشاطبي مذكور //٢٣ // في كثير من كتب القرآات مشهور عند أهل الفن متصل بالنبي ﷺ والنبي ﷺ قد قرأ على جبريل ﵇ عن اللوح المحفوظ عن رب العزة والعظمة ﷻ وعز سلطانه وتقدست ذاته وعمت بركاته ما تليت آياته وأما أسانيد الحديث فهي الذي أحثثت على ذكرها أشد حثيث فهو المقصود بالذات لأنه المبني عن علو الدرجات وهو الذي يتعين فيه صرف الهمات عليه معظم مدار الأحكام الشرعية العملية والإعتقادية متنا وإسنادا وضبطا وإتقانا وانتقادا فلذلك اعتنى به العلماء المحصلون وفاز بشرفه المحدثون بمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وليعلم أني قد أخذت ذلك من أئمة فضلاء ومصاقع نبلاء يصوع نشرهم ويفوح ذكرهم وأسانيدهم في غاية //٢٤ // الإشتهار كالشمس رابعة النهار أذكر منهم ومن أسانيدهم ما يقرب تناوله ردما للإختصار اقتباسا من أنوارهم واقتفاء بآثارهم وتبركا بذكر أسمائهم وأخبارهم فأقول منهم العارف الرباني الهيكل الهمداني المنلا إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني الشهرزوري الشهراني الشافعي الأشعري نزل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وله كرامات ظاهرة
1 / 13
وتحقيقات باهرة وتصنيفات وأبحاث رائقة وأما صدقاته فكثيرة وطال ما تصدق بنحو القميص الذي عليه وقدم السائل على نفسه بالطعام الذي بين يديه وأما تقلله من الدنيا وترك ما على الحاجة زاد فذلك من غلبة حبه ليوم المعاد وقد ترجمته في كتابي المسمى ببلغة المراد في التحذير عن الإفتتان بالأموال // ٢٥ // والأولاد بما يدل على بعض أعماله الصالحة وأنواره الواضحة نفعنا الله تعالى ببركاته وأسعدنا بنفحاته ومنهم ولي الله تعالى العابد القانت الورع الزاهد إمام السادة الصوفية وأعلم العلماء المكية العارف بالله تعالى معرفة خالصة سالمة من الزيغ والضرر الشيخ حسن بن علي بن يحيى بن عمر الشهير بالعجمي المكي الصوفي الحنفي عامله الله برضوان الوفي قد أخذت عن شيخي الأول علم التفسير والتوحيد والحديث من صحيح البخاري ومسلم وباقي الكتب الستة وغيرها من كتب الأحاديث وكثيرا من مصنفاته زمن مجاورتي بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام سنة ١٠٩٢ بعض ذلك بالقراءة عليه وبعضه بالسماع وبعضه بالإجازة لذلك ولغيره على عادة المحدثين وأخذت عن الثاني غالب ذلك كذلك زمن //٢٦// مجاورتي بمكة المشرفة وفي زمن مجاورتي فيها شرفها الله تعالى اجتمعت على المرأة العالمة الصالحة الفاهمة ذات الشيم المرضية وإلا الرضية سيدة قريش الهاشمية الحسينية المكية الطبرية بنت الإمام عبد القادر الطبري فقرأت عليها في بيتها بمكة المشرفة طرفا من الكتب الستة الشهيرة بالفضل عند المحدثين ثم طرفا من موطأ مالك الإمام ابن أنس الأصبحي فمن مسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ﵁، فمن مسند الإمام أحمد بن حنبل ثم من باقي المسانيد الآتي بيانها ثم إجازتي كل من هؤلاء الثلاثة بفمه وقلمه المباركين ثم بين لي سنده أما الأول فقد أخذ ذلك عن جمع كثير من الفضلاء ذوي الإرشاد بسبب رحلته إلى البلاد من أجلهم قطب زمانه العارف بالله تعالى صفي الدين //٢٧// أحمد بن محمد
1 / 14
الشهير بالقشاشي المدني بإجازته العامة عن الشمس محمد بن أحمد بن حمزة الرملي عن القطب الرباني شيخ الإسلام أبي يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري السنبكي القاهري الأزهري عن حافظ العصر أبي الفضل أحمد بن حجر الكتابي العسقلاني إلى آخر السند ولم أذكره هنا لأن الحافظ المذكور أسانيده شهيرة مذكورة في بعض مؤلفاته وسيأتي بيان أشياء منها متصلة بالبخاري وبغيرها من سائر كتب الحديث.
وأما الثاني فقد قال: رويت ذلك عن شيوخ يطول تعداد أسمائهم منهم شيخنا محمد العلامة المحقق الفهامة المدقق الشيخ عيسى بن محمد المغربي الجعفري ثم المكي وأسانيده مذكورة في فهرسته ومنهم شيخنا شيخ الشيوخ وقدوة أهل الرسوخ صفي الين أحمد بن محمد المدني بن عبد الغني الشهير بالقشاشي //٢٨// وأسانيده مذكورة في فهرسته خليفته الشيخ إبراهيم الكردي يعني المتقدم ذكره ومنهم شيخنا خاتمة أهل الإسناد وملحق الأحفاد بالأجداد الإمام زين العابدين بن عبد القادر الطبري الحسيني وأعلا أسانيده روايته عن الشيخ المعمر الخطيب المسند شمس الدين العمري عن الحافظ بن حجر العسقلاني ومنهم شيخنا خاتمة الحفاظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي الأزهري شيخ زمانه في الحديث وأعلا ما عنده رواية عن الشيخ محمد حجازي الواعظ الشعرواي عن المعمر المسند محمد بن أركماس الحنفي عن حافظ العصر ابن حجر العسقلاني ومنهم شيخنا مفتي الحنفية العلامة محمد صادق بن أحمد بن أمين بادشاه الحسيني وهؤلاء من أكابر شيوخ السماع والإجازة وأما من أخذت عنهم إجارة فقط // ٢٩// فخلق كثير منهم خاتمة المحققين من علماء مصر الشيخ علي الشبراملسي انتهى كلام العجمي.
1 / 15
وأما الثالثة وهي السيدة الشريفة فقد أخذت عن أبيها الإمام بالمقام عبد القادر الطبري الشافعي الحسيني بحق روايته عن عمدة الشافعية الشمس محمد بن أحمد الرملي وهو عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو عن الحافظ بن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري على البخاري وبحق روايته أيضا عن عبد الواحد الحصاري وهو عن شمس الدين العمري وهو عن الحافظ بن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث ونسأل الله الوصول إلى تمييز الحسن من الخبيث ومنهم ولي الله تعالى بلا نزاع وواضح الصلاح بلا دفاع ذو الحسب الرفيع والنسب المتين سيدي شرف الدين شرف الله به الدين ونفعنا بمدده في الدنيا ويوم الدين قد قرأت عليه من صحيح // ٢٩ // الإمام البخاري أحاديث كثيرة من أبواب عديدة في مدد طويلة مديدة مع مطالعة شرح جده الأعلى شيخ الإسلام زكريا عليه وإجازتي بباقيه وسائر كتب الحديث وقرأت أيضا من مؤلفات جده المذكور أطرافا من شرح الروض والبهجة والمنهج والتحرير ومن غيرها من باقي العلوم المنسوبة إلى شيخ الإسلام وإجازتي بالجميع وهو قد أخذ عن جمع من أجلهم والده زين العابدين وأخذ زين العابدين عن والده محيي الدين وهو عن والده ولي الدين وهو عن والده سيدي يوسف جمال الدين وهو عن والده شيخ الإسلام أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري السنبكي وسنبك بالسين المهملة فنون ساكنة فموحدة فكاف قرية من قرى مصر ومشايخه في العلوم كثيرون من أجلهم في الحديث حافظ العصر أحمد بن حجر العسقلاني //٣٠// كتاب التفسير على الفقيه سلطان المزاحي وإجازتي رواية سائرة بقراءته لجميعه على الشيخ شهاب الدين أحمد بن خليل السبكي بقراءته لجميعه على الشيخ نجم الدين محمد الغيطاني بروايته هو والشمس الرملي، والشهاب بن حجر والبدر الدمشقي أربعتهم عن شيخ الإسلام زكريا عن الحافظ بن حجر العسقلاني أبي الفضل الكناني ثم المصري عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي البعلي الأصل الدمشقي
1 / 16
المنشأ نزيل القاهرة المعروف بالبرهان الشامي عن السند المعمر أبي العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي الحجار سماعا عليه لجميعه عن الشيخ الصالح سراج الدين أبي عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى البغدادي الدار والوفاة سماعا منه عن الشيخ الصالح أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي الصوفي قدس سره سماعا // ٣١ // منه عن الشيخ أبي الحسن عبد الرحمن بن المظفر الداوودي سماعا منه عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الحموي السرخسي سماعا منه عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري سماعا منه عن مؤلف الصحيح الإمام البخاري، عليه رحمة الباري، ح
1 / 17
وأخبرنا عاليا العبد الصالح المعمر الصوفي عبد الله بن منلا سعد الله اللاهوري نزيل المدينة المنورة زادها الله تعالى شرفا سماعا عليه لجميع ثلاثيات البخاري وحديثين من رباعياته الملحقة بالثلاثيات، وهي التي بين البخاري وبين البخاري وبين التابعي واحد ثم التابعي يرويه عن تابعي آخر عن الصحابي أو يرويه عن صحابي وهو عن صحابي آخر وإجازة لسائره عن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد النهرواني،ونهروان قرية من قرى كجرات، وهو عن والده علاء الدين أحمد بن محمد عن الحافظ نور الدين // ٣٢ // أبي الفتح أحمد الطاووسي عن المعمر بابا يوسف الهروي عن الشيخ المعمر محمد بن شاد بخت الفرغاني عن الشيخ المعمر أبي لقمان يحيى بن عمار الختلاني بسماعه عن الفربري عن مؤلفه، رحمه الله تعالى، فبيننا وبين البخاري ثمانية وأعلا أسانيد الحافظ بن حجر أن يكون بينه وبين البخاري سبعة فبإعتبار العدد كأني سمعت من الحافظ بن حجر وصافحته وكان شيخنا اللاهوري، رحمه الله تعالى، سمعه من التنوخي وصافحه وبين وفاتهما مئتا سنة وبضعة وثمانون فإن اللاهوري توفي سنة ١٠٨٣ والتنوخي سنة ٨٠٠ وهذا عال جدا وأعلى أسانيد الجلال السيوطي فساويت الجلال فيه ولله الحمد انتهى كلام شيخنا المنلا إبراهيم، رحمه الله تعالى، رحمة واسعة.
قلت وبالسند إلى الإمام البخاري قال حدثنا عمران بن ميسرة قال: حدثنا عبد الوارث //٣٣ // عن التياح عن أنس قال: (قال رسول الله ﷺ إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد) .
وبالسند إليه أيضا قال: باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وقال لنا الحميدي كان عند ابن عيينة حدثنا، وأخبرنا، وأنبأنا، وسمعت واحدا انتهى. يعني هذه الألفاظ الأربعة في مرتبة واحدة عند المحدثين وهو مذهب البخاري تبعا لابن عيينة.
1 / 18
تنبيه، هذا الحديث المروي عن أنس، رضي الله تعالى عنه، من رباعيات البخاري وقد جمع منها شيخنا المنلا إبراهيم الكردي أربعين حديثا في جزء سماه لوامع اللآلي في الأربعين العوالي.
وأطول أسانيد البخاري تسعة وأعلا ماعنده الثلاثي وقد جمع ثلاثيات كلها في جزء الحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى، وقد ألحقها شيخنا المذكور //٣٤ // بالأربعين العوالي وجعلها خاتمة للوامع اللآلي وهو اثنان وعشرون حديثا على ما في هذا الكتاب ولنتبرك بالأخير منها في كلام شيخنا فنقول: قال شيخنا.
وبالسند إلى البخاري قال حدثنا خلاد بن يحيى هو أبو محمد السلمي الكوفي، نزيل مكة، حدثنا عيسى بن طهمان هو أبو بكر الجشمي البصري، نزيا الكوفة، قال: سمعت أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه، يقول: نزلت أية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما أي النبي ﷺ حين بنى بها وكانت تفتخر على نساء النبي ﷺ وكانت تقول إن الله أنكحني في السماء انتهى.
وتمييز الثلاثيات بالفضل عن غيرها لقرب سندها من النبي ﷺ فيكون السند عاليا قال الجلال السيوطي، رحمه الله تعالى، في كتابه الذي سماه النادريات من العشاريات ما نصه وبعد
فإن الإسناد العالي // ٣٥ // سنة محبوبة وللقرب من رسول الله ﷺ رتبة مطلوبة ولذلك اعتنى أهل الحديث بتخريج عواليهم وأعلاها وأرفعها في الدرجة وأسناها فخرجوا الثلاثيات ثم الرباعيات ثم الخماسيات ثم السداسيات ثم السباعيات ثم الثمانيات وكلها قبل السبع مئة سنة، وخرجوا بعد السبع مئة التساعيات والعشاريات انتهى وإلى الله المنتهى.
1 / 19
وأما صحيح الحافظ الحجة أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري فإني أرويه عن من تقدم ذكرهم إجازة إلا شيخنا المنلا إبراهيم فأرويه عنه سماعا بقراءة بعض الإخوان عليه في بيته الكائن بظاهر المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في مجالس كثيرة لطائفة منه كبيرة مع مطالعة شرحه للإمام النواوي يحيى أبي زكريا، رحمه الله تعالى، وإجازة لسائره قال: شيخنا المنلا // ٣٦ // إبراهيم، رحمه الله تعالى، قرأت طرفا منه على أبي العزائم الشيخ سلطان المزاحي، وسمعت طرفا منه على الشيخ صفي الدين القشاشي، بسند كل منهما إلى شيخ الإسلام زكريا، عن مسند الديار المصرية، عز الدين عبد الرحيم المعروف بابن الفرات القاهري الحنفي، عن أبي الثناء محمود ابن الخليفة المنبجي، ومنبج قرية من قرى حلب، عن الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، بإجازته، عن أبي الحسن ابن محمد الطوسي النيسابوري، بسماعه من فقيه الحرم أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلوي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الزاهد النيسابوري، عن مؤلفه.
وبه حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ // ٣٧ // النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَكَلَّفُ هَذَا؟ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
وهذا من رباعياته، وهو أعلى ما عنده، والله أعلم.
سنن الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني:
1 / 20