198

Ответ Мухтар

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

والجواب والله الموفق: أن الله سبحانه جعل ذلك شكرا كما مر تحقيقه، والشكر ليس إلا في مقابلة النعم الواجبة وغيرها ولا يلزم مثل ذلك لمن صرف زكاته أو نحوها على المصروف إليه؛ لأنها عبادة لم يجعلها إلا لله خالصة لوجهه الكريم بخلاف الأبوين فإن الله جعل ذلك حقا لهما، وجعل ذلك الحق من طاعته كسجود الملائكة صلوات الله عليهم لآدم عليه السلام حكمة منه وتفضلا عليهما ورحمة لهما، ألا ترى أنه تعالى أمر بذلك في كتابه وعلى لسان رسوله كما تقدم ذكره! مثل ما أمر بالسجود لآدم وأوجب فعل المعروف إليهما ولو كانا كافرين، فقال تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}[لقمان:15]، فأنى لك! أنه لا شيء يشار إليه فيما ذكرناه سوى ما أوجب الله للمؤمنين مع ذلك، ومع ما أوجب الله لذي الرحم على رحمه مما لا يختلف فيه علماء الإسلام، وهما أحق ذوي الأرحام كما تقرر؛ ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم للذي سأله فقال: يا رسول الله، من أحق الناس مني بحسن الصحبة وبالبر؟ قال: ((أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أبوك، قال: ثم من؟ قال: أقاربك أدناك أدناك)) ولا ينعكس الحكم حيث يكون الولد أكثر إنعاما على والديه منهما عليه أو لم يكن منهما فعل معروف له سوى الولادة لما تقدم، وللإجماع على ذلك، وللقواعد الشرعية لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس منا من لم يوقر الكبير.. )) الخبر، ومن تقديم الأكبر سنا في الإمامة الكبرى والصغرى [إذا استووا في الصلاح] لذلك كما هو مقرر في مواضعه.

Страница 224