(بيان الدارقطني المراد من قوله:
لين أوكثير الخطأ)
وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغدادي (ا)، قراءة
عليه وأنا أسمع بدمشق، قال: أخبرنا الوزير الأجل أبو القاسم علي بن
_________
= يقولون في وصف العالم الكبير: حجة الإسلام، ولا يقولون: ثقة الإسلام، ففي
ترجمة (مسلم بن الحجاج القشيري) في "تذكرة الحفاظ " ٢: ٥٨٨"الإمام الحافظ
حجة الإسلام " واشتهر وصف الإمام الغزالي بانه حجة الإسلام، وهكذا غيره من
العلماء الأئمة الكبار، إذا أريد بيان جلالتهم في العلم وعظمتهم في خدمة الدين
والذود عنه، وصف الواحد منهم بانه حجة الإسلام.
ومن هذا كله يتبين أن كون (الثقة) دون (الحجة)، وأن (الحجة) فوق الثقة،
ليس رأيا خاصا بابن معين رحمه الله تعالى، بل هومعنى معروف عند المتقدمين
والمتأخرين، كما أفادته العبارات والنصوص التي أوردتها من كلامهم، والله تعالى
أعلم.
وهذا لا يمنع أن يرد في بعض عباراتهم على قلة، إطلاق (الثقة) على
الحافظ الكبير الناقد الإمام، فيكون بمعنى (الحجة) في مقام سياقه، قال الحافظ
العراقي في "شرح الألفية" ٢: ٧ "وللثقة مراتب، فالتعبير بثقة، أرفع من التعبير
بلا بأس به، وإن اشتركا في مطلق الثقة، ويدل على ذلك أن ابن مهدي قال: حدثنا
أبوخلدة - خالد بن دينار الشيباني التابعي -، فقيل له: أكان ثقة؟ فقال: كان
صدوقا وكان مأمونا وكان خيرا، الثقة: شعبة وسفيان. وحكى المروذى قال:
-سالت ابن حنبل: عبد الوهاب بن عطاء ثقة؟ قال: لا تدري ما الثقة؟! إنما الثقة
يحيى بن سعيد القطان ".
(ا) هو الشيخ المسند المشهور بابن طبرزذ، ولد سنة ٥١٦، ومات سنة
٦٠٧، وقد ترجم له المؤلف في كتابه "التكملة في وفيات النقلة" ٢: ٢٠٧ - ٢٠٨،
وتقدمت ترجمته في شيوخه ص ٢٢. و(طبرزد) ويف ال (طبرزد): اسم لنوع من السكر.
1 / 60