Шпион над словарём
الجاسوس على القاموس
Издатель
مطبعة الجوائب
Место издания
قسطنطينية
Жанры
في كلامه وإظهار الإحاطة وتغليط أصحاب المصنفات القديمة كما يرشد اليه قولهم فهو امر ظاهر وكان يمكنه انآء ذلك باسهل من تلك العبارات الهائلة وان أرادوا ما فهمه السخاوى من عدم التثبت والانفراد بشيء لم يقله احد من الائمة فبعيد لكن في كلامه ما يقتضيه فانه أحيانا يرد على الناس قاطبة في بعض الالفاظ ويشرحه بما لم يقله احد ولم يؤيد ذلك بنقل بعضده كما قال في شامة ان المحدثين قاطبة غلطوا فيه وان صوابه شابة بالبآء الموحدة فان مثل هذا مصادرة والاقدام على تغليط المحدثين كلهم مع عدالتهم وثقتهم وجلالة قدرهم امر تأباه النقوس لو وجد دليل عليه فما بالك وهو مجرد عن الدليل ويأتي امثاله اثناء الشرح ان شاء الله تعالى. قلت ونظيره تخطئة من قال عوج بن عنق اذا الصواب عنده عوج بن عوق مع ان من ذكره من اهل اللغة كالصفانى وصاحب اللسان ذكروا انه ابن عنق وذكر أيضا ان من جملة الكتب التي الفها المصنف كتاب تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين تتبع فيه أوهام المجمل في نحو الف موضع فكيف يمكن ذلك وقد شهد له الامام السيوطى في المزهر بالصحة ونص عبارته وكان في عصر صاحب الصحاح ابن فارس فالتزم ان يذكر في مجمله الصحيح قال في اوله قد ذكرنا الواضح من كلام العرب والصحيح منه دون الوحشى المستنكر ولم نأل في اجتبآء المشهور الدال على تفسير حديث او شعر والمقصود في كتابنا هذا من اوله الى آخره التقريب والابانة عما ائتلف من حروف العربية فكان كلاما وذكر ما صح من ذلك سماعا او من كتاب لا يشك في صحة نسبه لان من علم ان الله تعالى عند مقال كل قائل فهو حرى بالتحرج من تطويل المؤلفات وتكثيرها بمستنكر الاقاويل وشنيع الحكايات وبنيات الطرق فقد كان يقال من تتبع غرائب الاحاديث كذب ونحن نعوذ بالله من ذلك وقال في آخره قد توخيت فيه الاختصار وآثرت فيه الايجاز واقتصرت على ما صح عندى سماعا او من كتاب صحيح النسب مشهور ولولا توخى ما لم اشك فيه من كلام العرب لوجدت مقالا انتهى فهل يمكن ان قائل هذا الكلام يؤخذ عليه في الف موضع الا ان يقال ان توهيم المصنف له كان توهما كتوهيمه الجوهرى وهو على ما قيل في ثلثمائة وثمانية مواضع. وبتمام الغرابة انى رأيت خطبة المجمل في خزانة كتب المرحوم محمد باشا الكوبريلى على غير النسق الذى نسقه الامام السيوطى. ونصها اما بعد وليك الله بصنعه وجعلك ممن علت في الخير همته وصفت فيه طويته فانك لما اعلمتنى رغبتك في الادب ومحبتك لكلام العرب وانك شاممت الأصول الكبار فراعك ما ابصرته من بعد تناولها وكثرة أبوابها وتشعب سبلها وخشيت ان يلفتك ذلك عن مرادك وسألتنى وضع كتاب في اللغة يذلل لك صعبه (كذا) ويسهل عليك وعره أنشأت كتابى هذا بمختصر من الكلام قريب يقل لفظه وتكثر فوائده ويبلغ بك طرفا مما انت ملتمسه وسميته مجمل اللغة لانى اجملت فيه الكلام ولم أكثره بالشواهد
1 / 66