وكنت حاضر هذا الحديث بين الأستاذ الشيخ والطالب الفتى؛ فقلت في نفسي: ما أجدر الشباب المصريين أن يتخذوا من هذا الدعاء لأنفسهم برنامجا وشعارا!
فيض
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فسر لي قول القائل: «فاض الإناء».
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هذا مجاز يا بني في كل أمر تجاوز حده حتى أصبح لا يطاق. ألم تسمع قول الشاعر:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة
ولكن تفيض النفس عند امتلائها
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فإني أعرف أوعية لا تمتلئ، وآنية لا تفيض.
قال الأستاذ الشيخ مبتسما: وما ذاك؟
قال الطالب الفتى: خزائن الأغنياء التي مهما يصب فيها من المال فهي ناقصة، وجهنم التي يقال لها: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد؟ وعقول العلماء التي لا تبلغ حظا من المعرفة إلا طمعت في أكثر منه.
قال الأستاذ الشيخ ضاحكا: لقد أصبحت حكيما منذ اليوم، ولكن تعلم أن إناء واحدا قد يفيض؛ فيصبح مضربا للأمثال، ومصدرا للعبر، وبعيد الأثر في حياة الأجيال. ألا تذكر سيل العرم ؟!
Неизвестная страница