يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وما يغيظني من ذلك؟! أسخط كافور المتنبي؛ فقال شر ما علم، وأرضاه فقال خير ما علم. وصدق رسول الله: «إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكما».
ضحك
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: أحق أن الأمم ضحكت من جهلنا قديما كما يقول المتنبي؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كما ضحكنا وكما لا نزال نضحك من جهل أمم غيرنا.
انتصار
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما الذي يعجب الناس من قول المتنبي:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: يعجبهم منه يا بني أنه يعرض صورة رائعة في دقتها وصدقها وإيجازها لحقيقة إنسانية خالدة، وهي أن شجاعة كثير من الشجعان، وانتصار كثير من المنتصرين، وتفوق كثير من المتفوقين، ليست إلا تكثرا وغرورا، فإذا جاء الخوف قل الشجاع وندر الانتصار، وأصبح التفوق أمنية لا تنال إلا في عسر شديد. وليتك تقرأ قصة «دون كيشوت» للكاتب الإسباني «سرفنتس»، أو قصة «ترتاران دي ترسكون» للكاتب الفرنسي «ألفونس دوديه»؛ لتعلم أن هذين الكاتبين العظيمين لم يزيدا على أن شرحا قول المتنبي:
Неизвестная страница