Эмоциональная сторона ислама
الجانب العاطفي من الإسلام
Жанры
بيد أن من تمام العمل الصالح أن نقدره قدره، وألا نتجاوز به حدوده. فإن من ظن أن عبادة عدد سنين فى الأرض هى الثمن الحقيقى لخلود غير متناه فى السماء رجل مجازف. ومن ظن أن الطاعات التى تقدم بها، سليمة الأداء نقية اللباب تثبت على النقد والتمحيص فهو رجل مخدوع. ومن ظن أن ما نهض إليه من واجبات وما تطوع به من نوافل أرجح من النعم التى عجلت إليه فى الدنيا فهو هازل. الواقع أن الله جل شأنه ينظر إلى نيات الخير فى قلوب أهل الإيمان فيعفو عن كثير من زللهم، ويتجاوز عن كثير من تقصيرهم، ويكثر قليلا من الأعمال التى يقومون بها. كما يكثر للفلاح حصاد زرعه، وان كان ما بذر يسيرا. ولولا هذا ما شعر بلذة الفوز أحد (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا، ولكن الله يزكى من يشاء). إن الاغترار بالعلم رذيلة تسقط قيمة العمل، ولو أن أحدا طالب الله أن يقربه إليه، أو أن يجزل له المثوبة، ناظرا فى ذلك إلى ما بذل من جهد ما استحق عند الله شيئا طائلا. والواجب أن يتقدم الإنسان إلى الله وهو شاعر بتقصيره، موقن بأن حق الله عليه أربى من أن يقوم بذرة منه، وأنه إذا لم يتغمده الله برحمته هلك. هبك بذلت نفسك، ومالك له... أليس هو خالق هذه النفس؟ أليس هو واهب هذا المال...؟ فإذا أدخلك الجنة بعد ألا يكون متفضلا؟ وانظر إلى سلسلة الأعمال التى تؤديها خلال فترة المحيا على هذه الأرض، كم يكتنفها من علل النفس وآفات التقصير؟ إنها لو كانت أعمال غيرك فعرضت عليك أنت ما قبلتها إلا على إغماض طويل وتجاوز خطير!! إن المؤمن يعمل، ولكنه لا يتطاول بعمله أبدا. وهذا يفسر الحديث المشهور عن النبى صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل الجنة أحد بعمله! ": قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته " 124 والغريب أن ناسا فهموا من النهى عن الاغترار بالعمل أنه إسقاط لقيمة العمل جملة! وسار الأمر فى أدمغتهم على هذا النحو، والعمل لا يدخل الجنة، فلا ينبغى أن تتعلق الهمم به، فلا ضرورة لبذل المجهود فيه!!! ثم قرروا بعد ذلك أن العمل الصالح ليس طريق الجنة وأن الجنة هبة من الله يمنحها من يشاء ولو- لم يعمل خيرا قط. بل ذهبت الغفلة ببعض المتكلمين إلى الزعم بأنه يجوز أن يدخل الأشرار الجنة وأن يدخل الأخيار النار. وهذا لغو من القول، وغباء فى الفكر، وافتراء على الله والمرسلين. وليت شعرى ما يكون موقف هؤلاء عندما يقول الله للمؤمنين يوم الحساب (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) ... ثم يستتلى الكلام الإلهى (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون * وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين)
من أخطاء العابدين:
Страница 114