Эмоциональная сторона ислама
الجانب العاطفي من الإسلام
Жанры
قال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) . هذه الآية عرضت لمحبة الله جل وعز، ولبعض آثارها العملية، فى فترة من تاريخ الإسلام كان يحتاج فيها إلى أخلاق معينة. والقوم الذين أحبهم الله وأحبوه، ذكروا فى سياق الآية على أنهم بدل من قوم آخرين نزلوا عن هذه المرتبة، لم ترشحهم خلالهم ومسالكهم لمحبة الله، بل ما زالوا يتدلون فى مهاوى السوء حتى عدوا مرتدين عن الإسلام. والارتداد الذى توعد الله أهله بالطرد هو فى نظرى نتيجة سيرة طويلة يصحبها التفريط والالتواء، ولست أظنه جاء دفعة واحدة. إنه يبدأ استثقالا للواجبات واستحلاء للآثام، ثم عكوفا على هذه وتمردا على تلك، ثم ميلا لأهل السوء وانحرافا عن أهل الخير . وعندما يكون هوى الرجل مع المبطلين، وعندما يكون انتصاره لهم، فهو مرتد يقينا عن الإسلام!! وما بقاء رجل على دين ينفر من تعاليمه ويخون أمته؟ (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم). وإذ يدبر هؤلاء عن الله وحقوقه، يجئ آخرون فى قلوبهم حياة ومودة، يحبون ربهم ويلقون أمره بالإعظام والحفاوة. وولاؤهم لله يدنيهم من كل مؤمن به، ويكرههم فى كل فاسق عن أمره، ويطلقهم فى العالم سلما لأوليائه حربا على أعدائه، تنهض بهم رسالات الخير، وتنهزم أمامهم ألوان الشرور. وإذا صحت محبة الله فى قلب امرئ فقد تبوأ قمة الكمال، وتهيأ لفضل من الله جزيل! نعم، إن نشوء هذه العاطفة ونماءها يسبقها اصطفاء خاص، والشعور بحب الله 216
Страница 206