Янаку Масамир Ард
الجنقو مسامير الأرض
Жанры
قلت لألم قشي كطلب أخير، وهي تمشي نحو الباص: حافظي على الزول اللي في بطنك.
قالت مبتسمة ولأول مرة منذ بداية الأزمة: ح أحافظ عليه.
وتحرك الباص في حراسة الجيش والاحتياطي المركزي، وهو المظهر العام الذي صار يتخذه باص همدائييت والجيرة والحفيرة في الآونه الأخيرة، كانت أجمل ما تكون المرأة، تشع من عينيها سعادة غامرة، ولا يخفى همس الجنون الذي يحيط بها، هالة زرقاء مرعبة، ألم قشي هي المرأة الوحيدة في حياتي، ولقد أحببتها بالفعل، وعندما أقول المرأة الوحيدة أعني أنني اكتشفت فيها، وأنها أول امرأة تحمل بأطفالي، وهذه قيمة إنسانية لا تضاهى؛ أن تجعل نفسها تحبل منك، وهنالك صفة لا أظن أن امرأة أخرى تشترك فيها مع ألم قشي؛ وهي أنها أجادت مخاطبتي باللغة التي أفهمها بالذات، وبالكلمات والموسيقى التي تتوافق معي، ولكني انخدعت في تصوري للمستقبل، وما كنت أظن أن النهاية هي ذات النهاية التي أكابد آلامها الآن، وإلى آخر لحظة، بعد أن تحرك الباص كنت أظن أنها سوف تغير رأيها، ولكن عندما لوحت إلي بكفها مودعة عبر نافذة الباص كان الفراق قد تأكد تماما، شيعني الناس بنظرات إشفاق، وجاملني البعض بكلمات ظنوا أنها سوف تخفف عني، وأكد لي البعض في سذاجة: ح ترجع ليك، ما ح تلقى أحسن منك.
ولكن أرحم عزاء قدم لي كان من قبل الأم وود أمونة؛ حيث إنهما هيآ لي - لولا حالتي النفسية المتردية - ما كنت سوف أطلق عليه ليلة العمر؛ فاجأني بالعجوز في صحبة أم كيكي وبوشي، وهو اسم دلع لبوشاي الشلكاوية المغنية، وهي فتاة في غاية الجمال أمها من الحمران، وهي إحدى القبائل العربية بالمنطقة، وتعرف أدي أنني أحب صحبتها و... في القطية الكبيرة، بعد أن أخذا عنها جميع المنقولات، تم فرشها بالسباتة، ثم فرشت عليها بسط من البلاستيك رخيصة، ولكنها جميلة وناعمة ولها عبق حميم، الأم نفسها هي التي قامت بغسل ظهري في الحمام بالصابون والليف وقامت بدلك بشرتي بعجينة الدلكة العطرة، ثم تركتني للعجوز وبوشي وبنيات ثلاث يغنين لي وسط هالة من دخان الصندل والكبريت، قلت لهم: غنوا لي أغنية: وصتني وصيتا.
سقتني بوشاي الجن الأحمر الحبشي، الذي أفضله، وسقيتها، وشرب العجوز، سقينا البنيات البيبسي والإستيم، ورقصنا جميعا سكارى وغير سكارى على صوت المغني الحبشي تمرات من مسجل الأم، غنينا بالأمهرا والتجرنة والعربي ولغات نيل أزرق قديمة، لا نعرف إن كانت للأنقسنا، الوطاويط أم البرون أم القمز، وغنت بوشاي أغنية للشلك، اشتهرت بها المغنية الحسناء ييانا، عند العاشرة ليلا همست الأم في أذني: ما هي أمنياتك الليلة؟
قلت لها: الليلة دي بس؟ - أيوا الليلة بس، العشاء ليس من الأمنيات؛ لأنه جاهز بعد شوية ح ييجي، وأغنية سبعة يوم عوضية بعيد برضو خارج الأمنيات، وما أظنك تحتاج لوصتني وصيتا.
قلت لها مراوغا: خلي العجوز يتمنى لي، حتى لو أغنية: وصتني وصيتا.
قال العجوز ضاحكا: أتمنى ليك أحلام سعيدة.
قالت الأم: كويس نشوف بوشاي تتمنى ليك شنو.
قالت بوشاي وهي تبحث عن غطاء رأسها: أتمنى ليهو يشرب باقي الجن دا براو.
Неизвестная страница