Янаку Масамир Ард
الجنقو مسامير الأرض
Жанры
اشترى بنطلون وقميص وصتني وصيتا جديدين، وذهب للعمل، في الحقيقة الأم هي التي أعطته المال؛ ليبدو بمظهر يليق بمراسلة ، كان يعمل عندها منذ زمن طويل، ومثل أم رءوم دعت له بالتوفيق والنجاح في مهنته المقبلة، وطلبت منه أن يبتعد من خصلة وحيدة سيئة رافقته منذ الصغر: «أوعك من القوالة والسواطة»، وتقصد الأم: نقل الكلام من زول لزول.
أرسلت له أمه أمونة من القضارف؛ حيث تزوجت واستقرت، عندما عرفت بوظيفته الجديدة حذاء جديدا من الجلد الأصلي، دعت له بالخير والبركة، وحذرته من خصلة وحيدة سيئة فيه، رافقته منذ أن أخذ يعمل عند الأم: «أوعك من فش أسرار الناس»، وتقصد أمونة علاقات الناس العاطفية، وعاداتهم التي يريدون أن تبقى سرية.
أهدته أداليا دانيال ساعة سيكو جميلة لها خلفية ذهبية، كانت قد اشترتها من أحد الجنقو قبل موسم مضى، وحذرته من خصلة واحدة سيئة فيه اتصف بها منذ أن عرفته: «أوعك من التعرصة!» وتقصد أداليا دانيال عدم المقدرة على مقاومة الرغبة الجامحة نحو جعل كل فتاة جميلة تنام مع رجل ما، ويكون الفضل له في ذلك وحده، وعندما يتم مثل هذا اللقاء يشعر ود أمونة برضا في نفسه، ولذة لا تشبهها لذة أبدا.
أرسل إليه فكي علي طالبا أن يبارك وظيفته الجديدة، أعطاه حجابا يقيه من الحسد والغيرة وأولاد الحرام وبنات الحرام، وحذره من خصلة واحدة سيئة فيه عرفها عنه الفكي منذ عامين ونيف: «أوعك من النسنسة والدسدسة والخسخسة»، ويقصد الفكي علي فعلة كان هو طرف فيها، والطرف الآخر الشرطة، ولقن فيها الفكي درسا لن ينساه.
طلبته بوشي، أهدته شريط أغنيات حبشية وقارورة عطر، وحذرته من خصلة وحيدة فيه، إذا تركها فإنه سيمتلك القلوب، قالت له: أوعك من الكذب، وتقصد ما شهد به فيما يشبه ندوة بغيضة عقدت ببيت أدي الخريف الماضي، نوقشت فيها حقيقة عذريتها.
أرسلت له العازة هدية من سجنها بالقضارف، وهي عبارة عن شال من الصوف صنعته بيديها، وأوصته بأن هنالك خصلة واحدة فيه عليه الحفاظ عليها، وهي: الوفاء، وتقصد كما هو واضح وجلي، التزامه نحوها بدفع ما عليها من دية حتى يتم إطلاقها من السجن.
وطلبه كثيرون لأجل هدايا ووصايا إلا أنه اعتذر في أدب جم، في أن الوقت سوف لا يسعفه، وعليه الذهاب إلى العمل، مضى وفي ذهنه وصية واحدة همست بها نفسه إليه قائلة: أوعك يا ود أمونة تخلي الفرصة تفوتك، اطلع فوق، فوق، فوق، فوق.
بالتأكيد، حتى تلك اللحظة لم يكن في ذهن ود أمونة ولا في مخيلته، أو في مخيلة أي مخلوق آخر أن ود أمونة سوف يصعد إلى أعلى «فوق، فوق، فوق، فوق»، لدرجة أن يصبح وزيرا اتحاديا بعد عشر سنوات فقط لا غير، وهي قصة مدهشة سيرويها صديقي في كتابه التوثيقي: ثورة الجنقوجورايات.
جاء إلى بيت الأم في الصباح الباكر ستة من الجنقو، في صحبتهم ثلاث جنقوجورايات أخريات ومعهم الصافية، عشرة في تمام حالهم وكمالهم، قابلتهم في الديوان، وهو حيث يستقبل الضيوف في بيت الأم، قالوا إنهم يريدون الذهاب إلى البنك طالما كان هذا البنك للفقراء والمساكين من المزارعين، كما قيل في خطبة جمعة قبل عام مضى، في الحق لم يحضرها أي من الحضور، حتى الفكي الزغراد نفسه كانت عنده حضرة في ذلك اليوم من جن، جاء على عجل من بلاد الفرنجة، كما فسر سر غيابه لاحقا، أكدوا أنهم يريدون سلفية من المال، تمكنهم من شراء مشروع كبير ينظفونه بأنفسهم، ويحرثونه بوابور يشتريه البنك لهم أيضا، مزودا بمحراث من ماركة جيدة تم تحديدها بدقة فائقة: موديل، ماركة، صناعة، ولونا، إذا صادفت السلفية خريفا جيدا كريما معطاء سيعيدون أصل الدين في ذات العام، «وتفضل لينا شوية حربشات نتقاسمها»، قال أبرهيت وفي فمه ابتسامة كبيرة، جعلت شاربه يبدو طويلا وعريضا، ثم أضاف: ونرجع للبنك الأرباح السنة اللي بعدها، وبعد داك يكون البابور، والدسك، والمشروع، ملكنا نحن برانا، ولا كيف يا إخوانا؟
قلت له: كلامك في مكانه، ولكن زي ما عارفين الموضوع دا يحتاج لدراسة جدوى.
Неизвестная страница