Янаку Масамир Ард
الجنقو مسامير الأرض
Жанры
ضحكت خميسة ضحكة مجلجلة: نفس حكاية المسجل، شربت خمسة شهور؛ عرقي، مريسة، عسلية، كاني مورو، بقنية لمان شبعت تب، وبعدين جيت قلعت المسجل، لا قرش ولا تعريفة، حتى البت القلت عايز تعرسها غشيتيها، عروسي، عروسي، ولكن اليوم البدا الكديب، تاني عين تشوفك تنقد، إلا الليلة، لمان الدرت جاء وبقيت عاطل ما عندك شغل.
قال في سرعة: البت! البت يا أمي حسع نعرسيها، شوفي فكي علي الزغراد وين، حسع يشيل لينا الفاتحة.
قالت بصوت قوي وصارم: منافقة ود أم تيظ. - وحياة جدي برمبجيل! والله يا أمي ما نكضب، جد جد، وحياة رأس أبوي جد جد، أتى صوت رقيق من مكان قصي في بيت خميسة: يا أمي أنا ما عايزاو، ما عايزاو، ما عايزاو، وتاني ما عايزاو، الجنقوجوراي يا أمي في الدرت يحنن وفي الخريف يجنن.
قال عبدارامان ضاحكا في انتشاء بين: هييه كلتومة، أمسكي عليك لسانك، لمن نعرسيك نوريك أدب المدايح.
دخل الحوار شخص آخر، تحدث عن بيت الحلال، وحلف بالطلاق والحرام، أن يأتي المأذون الآن ويتم العقد الآن، ويدخل عبدارامان على كلتومة: حسع دي.
يأتي صوت كلتومة من عمق قصي في بيت خميسة النوباوية: ما عايزاو، ما عايزاو، ما عايزاو، يجيني لمان يفلس، إنت وين لمان القروش في إيدك زي التراب في موسم السمسم، إنت وين بعد قطع العيش؟ ما عايزاو، ما عايزاو يا أمي، ما عايزاو.
قال بهدوء: والله السنة دي معانا سنة كبيسة، أنا بعت فيها مسجلي، ونظارتي الاشتريتها من القضارف ويا دوب دا شهر! شهر واحد دخل علينا، ما عارف يجي شهر ستة كيف؟ قالت خميسة النوباوية: البت قالت ما عايزاك. - تسمعي كلام المرا؟ في مرا تابى الجواز! الشخل «الشيء» الحلو دا بينأبى؟ ثم أضاف: يا أمي خميسة كدا أدينا نصية عرقي نشربها على بال ما موسى ود محجوب يجيب الفكي الزغراد، ويقرأ الفاتحة، ونخش على بنيتك دي ونبقى لحم ودم. - ما عايزاك، ما عايزاك، إن شاء الله نصك للكلاب.
أكدت أصوات أخرى على أهمية أن تنزل الآن خميسة النوباوية نصية إكراما لزوج ابنتها المرتقب، واحتفاء بالمناسبة ومباركة للدخلة العاجلة، والخمرة - كما يقولون - زغاريت السرير، أبشري يا كلتومة، أكدت خميسة أنها لن تفعل، إذا أراد أن يتزوج من ابنتها عليه إحضار الرجال غدا بعد الظهر، وإحضار ماله. - الرجال ساهلين يا أمي بخيتة، ولكن المال في درت سخن زي دا، الله يعلم.
ثم أضاف بصوت خفيض بعض الشيء، وكأنه يحدث نفسه: أنا لو عندي مال كنت اشتريت النصية شربتها، ونمت مرتاح البال عزيز ومكرم، لا عرس ولا كلام فاضي، أنا حسع عايز أعرس ليه؟ مش عشان ما عندي حق النصية؟ قروش قبال ما يجي موسم قطع القصب، ولا أمبحتى ولا الفحم؟ والله إلا لو عندي جان، ولا شنو يا جماعة؟ - ما عايزاو، يا أمي أنا ما عايزاو، وتاني ما عايزاو، جنقوجوراي مفلس أنا دايره بيه شنو؟ وعايز كمان يعرسني عشان نصية؟ ما عايزاو ما عايزاو.
دار حوار بعيد عن مسامعنا، وكانت تصلنا منه همسات مشوشة ما يشبه الطنين، وحك الحناجر، يتخلله صوت كلتومة صارخة أو شاتمة، كانت ألفاظها المرة الساخنة تتسلل عبر صريف القصب؛ لتنتشر في المكان كله، تنخلط مع ثغاء السكارى، ووسوسة الوطاويط، هرجلة الكلاب، وحوحة القطط، وفحيح بعض الذين أووا لعناقريبهم يتجاسدون، وفجأة دوت الزغاريد شارخة ظلام الحي الشرقي الدامس من وسط حوش خميسة النوباوية، في الثواني الأولى عرفت الحلة كلها أن عبدارامان ود أبكر البلالاوي قد تزوج كلتومة بت خميسة النوباوية، في تلك الثواني ذاتها علق الناس أن عبدارامان يتزوج للمرة الرابعة في سنته الرابعة في الحلة، وأنها لن تكون الأخيرة، إذا كان في العمر بقية، وأن كلتومة بت خميسة النوباوية قد تزوجت للمرة الرابعة كعذراء، حتى لا يسأل المأذون، ذات المأذون الذي عقد عليها في المرات السابقات، عن قسيمة الطلاق في كون أنها ثيب، وأكد الجميع للجميع أن عبدارامان ود أبكر لن يخرج من هذه الزيجة بأخوي وأخوك، سوف يحصل له ما حصل لأزواج كلتومة السابقين أو أسوأ؛ واحد منهم في السجن إلى الآن، ثانيهم مات مقتولا في ذات البيت، ثالثهم طفش لا أحد غير الله يعلم أهو حي أم ميت، والسبب وراء ذلك أن خميسة لا ترضى الحقارة، وينتقم لها كجور التيرا عاجلا وليس آجلا، والجنقو حقارين وعبدارامان يعرف، ولكن كما قال لنفسه: المعايش جبارة.
Неизвестная страница