Янаку Масамир Ард
الجنقو مسامير الأرض
Жанры
ونظرت إلى صاحبي نظرة فيها معان كثيرة، وخيل لكلينا أنها ابتسمت، الشيء الذي أكدته لنفسي أنها لم تبتسم، رأيت وقع ذلك حزنا طفيفا على وجه صاحبي، ذهبت وهي تترنم بأغنية بنات هابطة، قال لي: تقصد شنو الزولة دي؟
قلت له دون مبالاة: تقصد موضوعك الامبارح مع الصافية.
قال: لا بد من أن ود أمونة هو النشر الدعاية دي؟
سألته: إنت عملت شنو بالضبط؟
وأكدت له أن ود أمونة كان يرقص العروس في ذلك الوقت، بعدما قام بتوصيلي إلى بيت مختار علي، سمعت صوته يغني بالدلوكة: «اللولية بسحروك يا لولة الحبشية.»
وتقريبا ناس الحلة كلهم كانوا يسمعونه، صمت صمتا طويلا، وهي صفة يتسم بها أيضا، خاصة إذا كان يفكر في أمر شائك، لم أجد سببا وجيها يمنعه من أن يخبرني بالحقيقة، فبيني وبينه دائما الصراحة والوضوح، وليست الحواجز والصمت.
مر أمامنا نفر من ضباط الجيش يتبخترون في مشيهم كالطواويس، سألنا موظفون من شركة الاتصالات ما إذا كانت بخيتة موجودة، قلنا لهم إنها في المنزل، فذهبوا نحو الميس، كان صديقي يعرف بعضهم ومن بين هذا البعض مدير الشركة، مر بنا عمال يلبسون أفرولات زرقاء، وسوداء، وبيضاء، عليها بقع من الزيت، تشهد الحلة هذه الأيام نهضة تنموية ينظر إليها الجميع بعين التفاؤل والتقدير، ويهتم الأهالي ويشجعون مظاهرها الخارجية، وتنظم البنات الأغنيات عن المعلمين، وضباط المحلية، والشرطيين، ومهندسي شركة الاتصالات، وحتى عمال طلمبة الوقود بشارع همدائييت.
سألنا رجل وهو يدخل نصفه في الراكوبة: بخيتة مشت وين؟
قلت له: في البيت.
فنظر إلى صاحبي نظرة فاحصة وقال: إنتو جداد في البلد دي مش كدا؟ «أنتم جدد في هذه البلدة، أليس كذلك؟»
Неизвестная страница