الفصل التاسع والعشرون
اعلم أيها الأخ أيدك الله وايانا بروح منه ، أننا قد جعلنا هذا الفصل في العقل والمعقول ، وما هو العقل الهيولاني ، والعقل بالقوة ، والعقل بالفعل ، والعقل المستفاد ، والعقل الفعال ؛ والغرض منه تعریف ذات الانسان ، وصورة الصور، وما حقيقة النفس بجوهرها ، والاشارة إلى الباني منها ، بعد ذهاب الجسم وفناءه ، واضمحلاله ، ورجوعه إلى بسائط امهاته ، وعودته إلى كلياته ، وبقاء النفس . بوجودها الصوري ، وجوهرها النوري ، في عالم البعث والمعاد ، إذا فارقت محل الأجساد ، وقامت قيامتها ، وتنبهت من نومها ، وأفاقت من سكرتها ، و كيف يكون اجتماعها مع محبوبها ، وبلوغها إلى مطلوبها ، و كيف يكون وجودها بالأشياء التي حفظتها من العلوم ، وعملتها من الرسوم ، على تباينها ، وتغایر ها ، وكيف تصورها الموجودات المنتزعة من هیولاها المبرأة من موادها ، بقوتها المفكرة ، ولطافتها المغيرة ، وبقوتها المميزة ، عما تتخيله ، وتخبر عنه ، حتى يكون خارجا من حدة القوة إلى حد الفعل ، وتسير قوة ثابتة باللطف ، ثم تظهر بالآلة الصناعية السارية في
Страница 154