الطولية مع الحركة اليومية، والثانية إلى ما يكون بالاختلافات العرضية مع الحركة الخاصة الشمسية.
ويحتمل أن يكون معنى الأولى إدخال كل من الليل والنهار مكان آخر بدلا منه في كل البقاع فعبر عن إحداث النهار مع امتلاء العالم بالليل وبالعكس بالايلاج الذي هو إدخال الشئ في مضيق، ومعنى الثانية إدخال بعض زمان كل منهما في زمان الآخر في كل يوم بليلته في كل البقاع بحسب اختلافاتها العرضية والطولية في حال الإدخال الأول ويحتمل العكس. وعليه أيضا فالحالية تأسيس، ومعنى الجملتين أكثر مما سبق، ويتحقق معناهما في كل الآفاق حتى في الرحوي في بعض أيامه.
وبهذا التقرير يظهر أن في كلامه (عليه السلام) إيماء إلى كروية الأرض والسماء، فتأمل.
والحكمة في نقصان كل منهما وزيادة الآخر شيئا بعد شئ إلى أن ينتهي كل منهما منتهاه في الزيادة والنقصان ظاهرة، إذ لو كان دخول أحدهما على الآخر وذلك بحركة الشمس فلتة لأضر بالأبدان والثمار وغيرهما، كما أن الخروج من حمام حار إلى موضع بارد دفعة يضر البدن ويسقمه.
والقول بأن هذا التدريج مستند إلى إبطاء الشمس في الارتفاع والانحطاط مجاب بنقل الكلام إلى سبب ذلك، فإن أجيب ببعد ما بين المشرقين سئل عن العلة فيه، وهكذا إلى أن ينتهي إلى تدبير الحكيم العليم في مصلحة العالم وما فيه.
[تحقيق في الأرواح بعد مفارقتها الأبدان وخلق الجنة والنار] قال البهائي (قدس سره) في الأربعين بعد أن روى عن بعض الصادقين (عليهم السلام) أنه سئل عن أرواح المؤمنين، فقال: " في الجنة على صور أبدانهم، لو رأيته لقلت فلان ":
ظاهره يعطي أن الجنة مخلوقة الآن، ومن قال بخلق الجنة قال بخلق النار (1).
أقول: وفيه نظر، لأن المراد بالجنة في هذا الخبر وأمثاله هو الجنة البرزخية
Страница 51