الْقرْيَة وكلوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُم وَقُولُوا حطة وادخلوا الْبَاب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد الْمُحْسِنِينَ [سُورَة الْأَعْرَاف ١٦١] فَهُنَا لما أَمرهم بِالسُّكْنَى وَهِي الْمقَام قَالَ وكلوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُم وَلم يحْتَج أَن يُقَال رغدا فَإِن السَّاكِن الْمُقِيم مطمئن وَهُنَاكَ قَالَ ادخُلُوا هَذِه الْقرْيَة قَالَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُم رغدا فَبين أَنهم يَأْكُلُون رغدا فيتهنون لَا يخَافُونَ الْخُرُوج وَبسط الْكَلَام فِي الْبَقَرَة وَذكر الدُّخُول لِأَنَّهُ قبل السُّكْنَى وَلِهَذَا قَالَ رغدا وَقَالَ وسنزيد وَقَالَ فبدل الَّذين ظلمُوا قولا غير الَّذِي قيل لَهُم فأنزلنا على الَّذين ظلمُوا رجزا من السَّمَاء بِمَا كَانُوا يفسقون [سُورَة الْبَقَرَة ٥٩]
وَقدم السُّجُود لِأَنَّهُ أهم وَقد اخْتلفُوا فِي هَذَا السُّجُود فَقيل هُوَ الرُّكُوع كَمَا روى ابْن أبي حَاتِم من وَجْهَيْن ثابتين عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ادخُلُوا الْبَاب سجدا قَالَ ركعا من بَاب صَغِير فَدَخَلُوا من قبل أستاههم وَقَالُوا حِنْطَة وَقيل بل هُوَ السُّجُود بِالْأَرْضِ ثمَّ قيل مَا رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم عَن الرّبيع بن أنس قَالَ سجدا قَالَ كَانَ سُجُود أحدهم على خَدّه وروى عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ إِذا دخلتموه فاسجدوا شكرا لله فَكَأَن صَاحب هَذَا القَوْل جعل السُّجُود بعد الدُّخُول وَمن قَالَ بِهَذَا أَو قَالَ بِأَنَّهُم أمروا بِالرُّكُوعِ فَهُوَ يَقُول دُخُولهمْ وهم سجد بِالْأَرْضِ فِيهِ
1 / 29