Собрание трудов

Ибн Таймия d. 728 AH
138

Собрание трудов

جامع الرسائل

Исследователь

د. محمد رشاد سالم

Издатель

دار العطاء

Номер издания

الأولى ١٤٢٢هـ

Год публикации

٢٠٠١م

Место издания

الرياض

فَإِن الْأَجِير يعْمل لمن اسْتَأْجرهُ فيعطيه أجره بِقدر عمله على طَرِيق الْمُعَاوضَة إِن زَاد أجرته وَإِن نقص نقص أجرته وَله عَلَيْهِ أُجْرَة يَسْتَحِقهَا كَمَا يسْتَحق البَائِع الثّمن فنفى ﷺ أَن يكون جَزَاء الله وثوابه على سَبِيل الْمُعَاوضَة والمقابلة والمعادلة وَالْبَاء هُنَا كالباء الدَّاخِلَة فِي الْمُعَاوَضَات كَمَا يُقَال اسْتَأْجَرت هَذَا بِكَذَا وَأخذت أجرتي بعملي غلط من توهم ذَلِك من وُجُوه وَكثير من النَّاس قد يتَوَهَّم مَا يشبه هَذَا وَهَذَا غلط من وُجُوه الأول أَحدهَا أَن الله تَعَالَى لَيْسَ مُحْتَاجا إِلَى عمل الْعباد كَمَا يحْتَاج الْمَخْلُوق إِلَى عمل من يستأجره بل هُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الصَّحِيح إِنَّكُم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني وَلنْ تبلغوا ضري فتضروني والعباد إِنَّمَا يعْملُونَ لأَنْفُسِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت [سُورَة الْبَقَرَة ٢٨٦] وَقَالَ تَعَالَى من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا [سُورَة فصلت ٤٦] وَقَالَ إِن تكفرُوا فَإِن الله غَنِي عَنْكُم وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر وَإِن تشكروا يرضه لكم [سُورَة الزمر ٧] وَقَالَ تَعَالَى وَمن شكر فَإِنَّمَا يشْكر لنَفسِهِ وَمن كفر فَإِن رَبِّي غَنِي كريم [سُورَة النَّمْل ٤٠]

1 / 148