قلت: إني أخاف أن يسلب مني إيماني ولا أدري.
قال: لله أمك يا ابن الكندية! أترى في الناس خمسين يتخوفون مثل ما تخوف؟ لله أمك يا ابن الكندية! أترى في الناس عشرة يتخوفون مثل ما تخوف؟ لله أمك يا ابن الكندية! أترى في الناس ثلاثة يتخوفون مثل ما تتخوف؟ والله ما أمن رجل قط يسلب منه إيمانه إلا سلبه، وما سلبه فوجد له فقدا (¬1).
"السنة" للخلال 2/ 22 - 23 (1106).
قال الخلال: قال أبو بكر المروذي: حدثنا أبو عبد الله قال: ثنا إسماعيل، قال: ثنا غالب، عن بكر بن عبد الله، قال: لو انتهيت إلى هذا المسجد وهو غاص بأهله، منعم من الرجال، فقيل لي: أي هؤلاء أخير؟ لقلت لسائلي: أتعرف أنصحهم لهم؟ فإن عرفه، عرفت أنه خيرهم، ولو انتهيت إلى المسجد وهو غاص بأهله، مفعم بالرجال، فقيل لي: أي هؤلاء شر؟ لقلت لسائلي: أتعرف أغشهم لهم؟ فإن عرفه، عرفت أنه شرهم، وما كنت أشهد على خيرهم أنه مؤمن مستكمل الإيمان، ولو شهدت لشهدت أنه في الجنة، وما كنت لأشهد على شرهم أنه منافق بريء من الإيمان، ولو شهدت عليه بذلك، شهدت أنه في النار، ولكني أخاف على خيرهم، وأرجو لشرهم، فإذا أنا خفت على خيرهم، فكم عسى خوفي على شرهم؟ وإذا رجوت لشرهم، كم رجائي لخيرهم؟ هكذا السنة (¬2).
"السنة" للخلال 2/ 139 (1544)
Страница 56