3 - باب: الإيمان خوف ورجاء
قال ابن هانئ: قلت لأبي عبد الله: ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟ قال: ومن يأمن على نفسه النفاق؟ !
"مسائل ابن هانئ" (1963)
قال عبد الله: حدثني أبي، أخبرنا محمد بن عبيد، أخبرنا المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: قال لقمان لابنه: ارج الله عز وجل رجاء لا تأمن فيه مكره، وخف الله مخافة لا تيأس فيها من رحمته، قال: يا أبتاه، وكيف أستطيع ذلك؛ وإنما لي قلب واحد؟ قال: يا بني، إن المؤمن لذو قلبين: قلب يرجو به، وقلب يخاف به (¬1).
"الزهد" ص 132
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا بهز بن أسد، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا علي بن زيد، عن مطرف، عن كعب، قال: قال لي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوما وأنا عنده: يا كعب، خوفنا. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أوليس فيكم كتاب الله وحكمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بلى، ولكن يا كعب خوفنا، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، اعمل عمل رجل لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لازدرأت عملك مما ترى، قال: فأطرق عمر وأنكس ونكس مليا، قال: ثم أفاق، قال: زدنا يا كعب زدنا. قال: قلت: يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق، ورجل بالمغرب لغلا دماغه حتى يسيل من حرها، قال: فأطرق عمر ونكس مليا، قال: ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، إن جهنم
Страница 54