Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
[فصلت: 10] يقول: قل لمن يسألك هكذا الأمر
ثم استوى إلى السمآء وهي دخان
[فصلت: 11] وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس، فجعلها سماء واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين في الخميس والجمعة، وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض
وأوحى في كل سمآء أمرها
[فصلت: 12] قال: خلق في كل سماء خلقها من الملائكة والخلق الذي فيها، من البحار وجبال البرد وما لا يعلم. ثم زين السماء الدنيا بالكواكب، فجعلها زينة وحفظا تحفظ من الشياطين. فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش، فذلك حين يقول: خلق السموات والأرض في ستة أيام يقول:
كانتا رتقا ففتقناهما
[الأنبياء: 30] وحدثني الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السمآء } قال: خلق الأرض قبل السماء، فلما خلق الأرض ثار منها دخان، فذلك حين يقول: { ثم استوى إلى السمآء فسوهن سبع سموت } قال: بعضهن فوق بعض، وسبع أرضين بعضهن تحت بعض. وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { فسوهن سبع سموت } قال: بعضهن فوق بعض، بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام. وحدثنا المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء، ثم ذكر السماء قبل الأرض، وذلك أن الله خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فذلك قوله :
والأرض بعد ذلك دحاها
[النازعات: 30] وحدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني أبو معشر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن سلام أنه قال: إن الله بدأ الخلق يوم الأحد، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء، وخلق السموات في الخميس والجمعة، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة، فخلق فيها آدم على عجل فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة. قال أبو جعفر: فمعنى الكلام إذا: هو الذي أنعم عليكم، فخلق لكم ما في الأرض جميعا وسخره لكم تفضلا منه بذلك عليكم، ليكون لكم بلاغا في دنياكم، ومتاعا إلى موافاة آجالكم، ودليلا لكم على وحدانية ربكم.
ثم علا إلى السموات السبع وهي دخان، فسواهن وحبكهن، وأجرى في بعضهن شمسه وقمره ونجومه، وقدر في كل واحدة منهن ما قدر من خلقه. القول في تأويل قوله تعالى: { وهو بكل شيء عليم }. يعني بقوله جل جلاله: وهو نفسه، وبقوله: { بكل شيء عليم }: أن الذي خلقكم وخلق لكم ما في الأرض جميعا، وسوى السموات السبع بما فيهن، فأحكمهن من دخان الماء وأتقن صنعهن، لا يخفى عليه أيها المنافقون والملحدون الكافرون به من أهل الكتاب، ما تبدون وما تكتمون في أنفسكم، وإن أبدى منافقوكم بألسنتهم قولهم: { آمنا بالله وباليوم الآخر } وهم على التكذيب به منطوون. وكذبت أحباركم بما أتاهم به رسولي من الهدى والنور وهم بصحته عارفون، وجحدوا وكتموا ما قد أخذت عليهم ببيانه لخلقي من أمر محمد ونبوته المواثيق، وهم به عالمون بل أنا عالم بذلك وغيره من أموركم، وأمور غيركم، إني بكل شيء عليم. وقوله: { عليم } بمعنى عالم. وروي عن ابن عباس أنه كان يقول: هو الذي قد كمل في علمه. حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: حدثني علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: العالم الذي قد كمل في علمه.
Неизвестная страница