Тафсир ат-Табари
جامع البيان في تفسير القرآن
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد وحجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس: لما أتى أولياء القتيل والذين ادعوا عليهم قتل صاحبهم موسى وقصوا قصتهم عليه، أوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة، فقال لهم موسى: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } قالوا: وما البقرة والقتيل؟ قال: أقول لكم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، وتقولون: أتتخذنا هزوا قال أبو جعفر: فقال الذين قيل لهم: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } بعد أن علموا واستقر عندهم أن الذي أمرهم به موسى عليه السلام من ذلك عن أمر الله من ذبح بقرة جد وحق: { ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } فسألوا موسى أن يسأل ربه لهم ما كان الله قد كفاهم بقوله لهم: { اذبحوا بقرة } لأنه جل ثناءه إنما أمرهم بذبح بقرة من البقر أي بقرة شاءوا ذبحها من غير أن يحصر لهم ذلك على نوع منها دون نوع أو صنف دون صنف، فقالوا بجفاء أخلاقهم وغلظ طبائعهم وسوء أفهامهم، وتكلف ما قد وضع الله عنهم مؤنته، تعنتا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما: حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني، أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما قال لهم موسى: { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } قالوا له يتعنتونه: { ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } فلما تكلفوا جهلا منهم ما تكلفوا من البحث عما كانوا قد كفوه من صفة البقرة التي أمروا بذبحها تعنتا منهم بنبيهم موسى صلوات الله عليه بعد الذي كانوا أظهروا له من سوء الظن به فيما أخبرهم عن الله جل ثناؤه بقولهم: { أتتخذنا هزوا } عاقبهم عز وجل بأن خص بذبح ما كان أمرهم بذبحه من البقر على نوع منها دون نوع، فقال لهم جل ثناؤه إذ سألوه فقالوا: ما هي صفتها وما حليتها؟ حلها لنا لنعرفها { قال إنها بقرة لا فارض ولا بكر } يعني بقوله جل ثناؤه: { لا فارض }: لا مسنة هرمة، يقال منه: فرضت البقرة تفرض فروضا، يعني بذلك أسنت، ومن ذلك قول الشاعر:
يا رب ذي ضغن علي فارض
له قروء كقروء الحائض
يعني بقوله فارض: قديم يصف ضغنا قديما. ومنه قول الآخر:
له زجاج ولهاة فارض
هدلاء كالوطب تجاه الماخض
وبمثل الذي قلنا في تأويل فارض قال المتأولون. ذكر من قال ذلك: حدثني علي بن سعيد الكندي، قال: ثنا عبد السلام بن حرب، عن خصيف، عن مجاهد: { لا فارض } قال: لا كبيرة.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أو عن عكرمة، شك شريك { لا فارض } قال: الكبيرة. حدثني محمد بن سعد، قال: أخبرني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: { لا فارض } الفارض: الهرمة. حدثت عن المنجاب، قال: ثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: { لا فارض } يقول: ليست بكبيرة هرمة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، عن عطاء الخراساني عن ابن عباس: { لا فارض } الهرمة. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الفارض: الكبيرة. حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن مجاهد قوله: { لا فارض } قال: الكبيرة. حدثنا المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: { لا فارض } يعني لا هرمة. حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: الفارض: الهرمة. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: قال معمر، قال قتادة: الفارض: الهرمة يقول: ليست بالهرمة ولا البكر عوان بين ذلك. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد ، قال: ثنا أسباط، عن السدي: الفارض: الهرمة التي لا تلد. وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: الفارض: الكبيرة. القول في تأويل قوله تعالى: { ولا بكر }. والبكر من إناث البهائم وبني آدم ما لم يفتحله الفحل، وهي مكسورة الباء لم يسمع منه «فعل» ولا «يفعل». وأما «البكر» بفتح الباء فهو الفتى من الإبل. وإنما عنى جل ثناؤه بقوله ولا بكر ولا صغيرة لم تلد. كما: حدثني علي بن سعيد الكندي، قال: ثنا عبد السلام بن حرب، عن خصيف، عن مجاهد: { ولا بكر } صغيرة. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: البكر: الصغيرة. حدثنا أبو كريب قال: ثنا الحسن بن عطية، قال: ثنا شريك، عن خصيف، عن سعيد، عن ابن عباس أو عكرمة شك: { ولا بكر } قال: الصغيرة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسن، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس: { ولا بكر } الصغيرة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة: { ولا بكر } ولا صغيرة. حدثت عن المنجاب، قال: ثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: { ولا بكر } ولا صغيرة ضعيفة.
حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن الربيع: عن أبي العالية: { ولا بكر } يعني ولا صغيرة. حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله. وحدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: في «البكر» لم تلد إلا ولدا واحدا. القول في تأويل قوله تعالى: { عوان }. قال أبو جعفر: العوان: النصف التي قد ولدت بطنا بعد بطن، وليست بنعت للبكر، يقال منه: قد عونت إذا صارت كذلك. وإنما معنى الكلام أنه يقول: إنها بقرة لا فارض ولا بكر بل عوان بين ذلك. ولا يجوز أن يكون عوان إلا مبتدأ، لأن قوله: { بين ذلك } كناية عن الفارض والبكر، فلا يجوز أن يكون متقدما عليهما. ومنه قول الأخطل:
وما بمكة من شمط محفلة
Неизвестная страница